خالد الجنفاوي: العقلية الشرقية عصية على الديمقراطية

يصعب علي شخصياً استعمال التعميمات في تفسير كيف يفكر مجموعة معينة من الناس. ولكن يبقى ما يتكرر مراراً وبشكل متشابه وفي سياقات ومواقف مختلفة لصيقاً بطرق تفكير نمطية, فثمة نوع من العقليات الشرقية يبدو ترفض قبول نتائج الممارسة الديمقراطية ما لم تتواءم مع تطلعاتها الشخصية ومصالحها الضيقة. فهذه العقليات المستبدة تبدو عصية على الديمقراطية حيث ترفض الرضوخ لنتائجها واستحقاقاتها البديهية. وما يحدث حالياً في أجزاء معينة من الشرق الاوسط من أزمات, اجتماعية وفكرية وسياسية ربما أتت نتيجة متوقعة لذلك الرفض المترسخ في العقلية الشرقية النمطية للاختلاف والتنوع والتعددية البشرية.
العقلية الشرقية, إلا من رحم ربي, تبدو عصية على الديمقراطية, وربما سيتطلب توافقها مع الحياة الديمقراطية والمدنية العصرية عقوداً إذا لم يكن قروناً. ولكن لماذا تستمر بعض العقليات الشرقية في مقاومة وبشكل شرس أحياناً الرأي والرأي الآخر? ولماذا ترفض هذه العقليات قبول التفكير الديمقراطي والحياة المدنية المعاصرة? أعتقد أن هناك بعض المعوقات الذهنية الشرقية الشديدة الخصوصية تعيق التحول الديمقراطي الإيجابي وبعضها التالي:
بطء التحول من التفكير القبلي الضيق إلى التفكير المدني المتفتح والعصري والتعددي.
ضعف تكرس الممارسات المدنية في الحياة اليومية وغموض الواجبات والمسؤوليات الاجتماعية في بعض المجتمعات الشرقية المعاصرة.
ضعف ثقافة الفردية ورفض حتمية الاختلاف البشري.
ازدراء أساليب الحياة العصرية واعتبارها تهديداً مباشراً للخصوصية الثقافية المتخيلة.
غلبة الانفعالات العاطفية في الحياة اليومية, وعدم رواج التفكير العقلاني والمعتدل.
ضعف الالتزام الوظيفي والمدني وشيوع التسيب وبعض السلوكيات والتصرفات العشوائية.
الخوف والرهبة الشديدة من حرية الرأي والتعبير, أو استعمالها أحياناً بشكل لا منطقي ومبالغ فيه.
تناقض استعمال الشعارات الديمقراطية واختلافها الشديد مع ما يحدث في المنزل.
استعمال بعض المناهج التعليمية التقليدية وطرق التدريس التلقينية, حيث يضعف التركيز على التفكير الحر والإبداع الفردي.
ضعف ثقافة الإيثار المدني.
الفشل في خلق أساليب حياة شرقية تتوافق مع ما يحدث في عالمنا المعاصر من تطور حضاري وفكري.
الاستمرار في النظر إلى مُهَيِّج الجماهير (الديماغوج الفوضوي) وكأنه قدوة أخلاقية أو بطل ديمقراطي !
غلبة التفكير المتطرف , والنظر إلى العالم الخارجي وكأنه مليئ بالمؤامرات ضد الأمة والوطن.
غلبة التفكير الأناني والشخصاني, والتعامل مع الآخرين وفقاً للمصالح المؤقتة, مع عدم إظهار الرغبة في تكوين علاقات إنسانية مدنية ترتكز على المصالح المدنية المشتركة.
الاحتقار واللا مبالاة بالكرامة الإنسانية للضعيف وللآخر المختلف.
وللحديث بقية….
* كاتب كويتي

khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.