بشر رئيس اللجنة المالية د. يوسف الزلزلة المواطنين بأن لجنته المبروكة أقرت اقتراحا بشأن اسقاط القروض، تضمنت المادة الثانية منه منح 1000 دينار منحة للمواطنين تشمل جميع الكويتيين من تاريخ اقرار القانون ممن لم تشملهم المادة الاولى (الخاصة بإسقاط متبقي الفوائد) تسلم كاملة لمن ليست عليه اي مديونيات للحكومة، على ان تسقط منها المديونيات المطلوبة للجهات الحكومية كالكهرباء والماء ومخالفات المرور وما شابه ويتسلم المواطن المتبقي..
احنا من وين نتلقاها؟ من الحكومة التي لا تقوم بعملها بالشكل الصحيح ام من المجلس الذي لا يعرف درب السلامة للوطن والمواطن؟ هل اصبحت هموم الناس الف دينار عطية تصرف اولا لديون الحكومة؟ هل عقلية المساواة النيابية ترى ان ألف دينار لكل رأس تساوي اسقاط ديون بالآلاف لآخرين؟ وهل اصبحت قضية الوطن الآن منحة الف دينار.. «هل هذا اقصى ما قدرتوا عليه؟!»..
هذه الالف التي تتلاعبون بمشاعر الناس بها لتصرف مرة واحدة، اخذها بعض موظفي الدولة زيادة على رواتبهم بصفة شهرية السنة الماضية، في حين حصل بعضهم على زيادة 75 دينارا، أليس من الاولى اعادة دراسة المساواة والعدالة بالرواتب والاجور بدلا من هذا العبث العشوائي؟ هذه الالف التي ستذهب لديون الحكومة اولا كم سيبقى منها للمواطن بعد تسوياته المالية؟ ألم يكن من الاولى الزام الجهات الحكومية بحسن تحصيلها لديونها من الافراد والمؤسسات بدلا من التستر على عجزها بهذه المنحة الهلامية ومكافأة المتهرب من سداد التزاماته تجاه الدولة؟ هذه الالف (التي هي اقتراح التكتل الشعبي قبلكم في مجلس 2012) ستذهب مباشرة لجيوب التجار والشركات الذين يستمرون في رفع الاسعار بلا رقيب ولا حسيب، لتضيع الالف في اول اسبوع ويبقى ارتفاع الاسعار القاتل على رقاب المواطنين، أليس من الواجب عليكم الزام الحكومة بمؤسساتها بمراقبة الاسعار وتقنين آلية رفعها ومكافحة الغش واللعب المنتشر بالاسواق المحلية..؟!
مجلس مشكوك في بقائه انتظارا لحكم المحكمة الدستورية، ونواب ينتظرون الحكم بسلامة عضويتهم في فبراير المقبل، واعضاء اعلنوا صراحة ان البرلمان في جيب الحكومة تديره كيفما تشاء.. كيف تتحقق اماني المواطن وتنصلح مسيرة الوطن بهذا البنيان المهترئ؟.. والله الموفق.
***
إضاءة تاريخية: 1928/1/28 وقوع معركة الرقعي بين الكويت بقيادة الشيخ علي السالم وبين جماعة بن عشوان المطيري، واستُخدمت فيها السيارات لاول مرة.
وليد عبدالله الغانم
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق