تعقد رابطة الأدباء في الكويت انتخاباتها التكميلية يوم الثلاثاء الأول من مايو المقبل، بقائمتين أساسيتين تتنافسان على مقاعد مجلس إدارتها، قائمة «الأديب الكويتي» السابقة مضافا إليها أسماء جديدة، وقائمة «المستقبل الأدبي» الممثِّلة لجيل الشباب من أدباء الكويت.
رابطة الأدباء، لمن لا يعرفها، هي جمعية نفع عام يفترض أن دورها هو احتضان المثقفين والمبدعين من الأدباء ودعمهم، والنهوض بالمستوى الثقافي للمجتمع عامة، وإبراز وترسيخ اسم الكويت في المحافل والتجمعات الأدبية والثقافية عربيا وإقليميًا وعالميًا (الأخيرة هي حلمي أنا)!
وهي الأقدم على مستوى دول الخليج العربي، حيث تأسست في العام 1924 باسم «النادي الثقافي»، ثم تغير مسماها بعد سن قانون جمعيات النفع العام، فأُشهرت باسمها الحالي.
ولمن لا يعلم أيضا، فإن الانتخابات الحالية فرضتها استقالة مسبَّبة في فبراير الماضي لثلاثة أعضاء من المجلس السابق، احتجاجا على مخالفات لائحية ونقابية ارتكبها مجلس الإدارة، انفرط على إثرها العقد، وتوالت الاستقالات منفردة وجماعية لأعضاء الرابطة من الأدباء والشعراء، ليعبروا بها عن ضيقهم بالنهج الذي تنتهجه الرابطة منذ أعوام طويلة، والفوضى في قبول عضوية من لا علاقة له بالأدب بتاتا، والدكتاتورية في اتخاذ القرارات والاستئثار بها دون اعتبار لرأي البقية من أعضاء المجلس..!
ومن يرجع إلى أسماء أعضاء الرابطة فسيفاجَأ بأن كثيرا منهم قد تم قبوله كعضو بِناء على كتُب له لا تمت للأدب بصلة، فلا هي رواية ولا شعر ولا مجموعات قصصية، بل إصدارات أو مقالات تاريخية أو دبلوماسية، أو مجرد صور وثائقية تم جمعها وتصويرها (لدى مصور الجمعية التعاونية) وتقديمها للرابطة للحصول على العضوية، وكان الله غفورا رحيما! وكل هذا يتم طبعا بهدف تغيير موازين القوى الانتخابية لمجلس إدارة الرابطة، ثم نأتي بعدها ونستغرب هبوط مستوى الأدب في الكويت..!
وإن استمر النهج الحالي للرابطة، فأبشركم بأن الأدباء الحقيقيين سيقلون تدريجيا إلى أن يتلاشوا من المشهد الأدبي في الكويت، ليحل محلهم متنفذون لا هَمّ لهم إلا الاستحواذ على مخصصات مالية من الرابطة ووجاهة براقة وفرص مجانية للسفر والإقامة في فنادق خمس نجوم تحت بند (دورات وملتقيات أدبية)!
جيل الشباب من الأدباء يتطلع بحماس إلى إصلاح هذا الخلل، ويحلم بواقع مغاير ينفض به غبار الجمود وضبابية الرؤية، يحتاج فقط إلى دعمنا ليحقق رؤى طموحة يملكها لمستقبل أدبي مشرق واضح الملامح والسمات، يعود بالرابطة إلى دورها الحقيقي الفاعل في إثراء روافد الأدب وتنويعها والارتقاء بها، وتمهيد السبل وتيسيرها لأجيال واعدة من كُتّاب كويتيين يخاطبون العصر بلغته، وكل هذا لا يتحقق إلا عبر إسناد المهمة إلى أدباء حقيقيين لا أدباء (بو رُبُع)، وإلى مجلس إدارة بعقليات شابة تفكر وتخطط بانفتاح أكبر، بعيدا عن التأزيم..!
فلنساهم في صناعة هذا «المستقبل الأدبي» الزاهر..!
mundahisha@gmail.com
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق