إقبال الاحمد: إبداع الكاريكاتور

من منا لا يعرف ناجي العلي ورفيق دربه «حنظلة»… من منا لم يشعر بالوجع الذي كان يطلقه العلي من رسوماته على قادة ومسؤولين حين كان يتناول القضية الفلسطينية في أرقى أنواع الكاريكاتور، الذي كان يقذف من خلاله النار بكل أنواع الأسلحة بوجه أبطال رسوماته، والتي كانت تنجح في إيصال فكرته أو رسالته… وهذا بالطبع رسالة فنان الكاريكاتور الناجح، أينما كان، وفي أي زمان.

الفنان الكويتي عبدالوهاب العوضي لخّص فلسفة الأوضاع المتأزمة في كل مكان بعالمنا العربي… وأنا هنا أشير إلى التطورات التي يشهدها بلدي الحبيب… والتي تستدعي مصلحتها في معالجة عقلانية بعيدة عن التطرف بالتأزيم وزيادة شد الحبل من الطرفين… لأنه ليس في مصلحة أحد أبداً انقطاعه… ولأي سبب كان.

علبة كبريت وقد صفت في نصفها الايمن كمية من أعواد الكبريت فيما وضع قلم في الطرف الآخر.. والقلم هنا بتحليلي الخاص هو العقل والمنطق والحكمة… وما أحوجنا إلى هذا العقل وهذه الحكمة لأن تكون قريبة من أعواد الكبريت التي يمكن أن تشعل كل شيء، فيحترق الوطن… رسمة من رسوماته المبدعة نشرت في القبس، أخيراً.

ليس ضرورياً أن يكون إشعال نار في إطارات أو تكسير حائط أو تهشيم زجاج سيارات أو رمي حجر هو ما يشعل النار… فكلمة غير موزونة وليست في مكانها… كلمة فيها تعد على حرمات وكرامات وقانون.. قد تشعل أكثر من نار… وهذه النار للأسف هي التي لا يمكن إطفاؤها بسهولة… مما يستلزم أن يكون منطق العقل ومنطق الحكمة موجوداً في كل مكان، وقريبا من مواقع إشعال النيران.

نتمنى أن يصف أكثر من قلم يراقب النيران قبل أن تشتعل فيحول دون ذلك… فهذا القلم لا بد أن يكتب ويتحدث ويهدئ ويذكر بتداعيات أي نوع من الأفكار التي تهدم ولا تبني… ويبين أهمية الوطن المستقر وأهمية الحفاظ على سلامة كل ما فيه.

من الفنانين المتميزين بفن الكاريكاتور شاب تحدثت رسومات وقالت الشيء الكثير رغم حداثة فنه… اختصر حالتنا في الكويت وعبّر عنها بكل ذكاء… حيث حملت كل صورة من صوره ظاهرة أو شكوى أو معاناة أو هماً… قال ما نتمناه وما نحلم به.

اختزل الفنان محمد شرف في لوحاته التي عرضها في معرض فني بمشاركة عدد من الشباب الكويتي المتميز.. سلبيات الكويت بكل اتجاهاتها وعرضها في صور أقل ما يقال إنها رائعة.. إلا أن ما حرصت على اقتنائه وتعليقه على حائط مكتبي ليشاركني الآخرون النقاش والحديث حوله، لأنه السبب المباشر والرئيس ولا شيء غيره لكل حالة التردي التي نعيشها في الكويت.. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. صورة مميزة قالت الكثير الكثير.

صورة لدستور الكويت وقد فتحته يد على باب الحقوق والواجبات العامة – الباب الثالث… وقد شطبت كلمة الواجبات وبقيت كلمة الحقوق.. وشطب، أيضاً، ما كتب في المواد 47 و 48 و 49 التي تنص بمجملها على واجبات الدفاع عن الوطن وأداء الخدمة العسكرية وأداء الضرائب والتكاليف العامة التي تعتبر واجباً وفقاً للقانون وإعفاء الدخول الصغيرة من الضرائب ومراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة واجب على جميع سكان الكويت.

وما عليك عزيزي القارئ، إلا أن تقارن ما شطب.. وما يحصل في الفترة الأخيرة من ممارسات ضد هذه المواد، خصوصاً ما يتعلق بأداء التكاليف العامة التي تعتبر واجباً.. ومراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة… والتي هي بمجملها ممارسات ضد الدستور… أما ما يتعلق بباب الحقوق… فهي والحمد لله مطبقة بحذافيرها ولا يسمح أبداً بغض النظر عنها… أبداً أبداً.

* * *

• لا تتوان ولا تتردد في التبليغ عن أي محاولة لطلب رشوة تتعرض إليها من أي موظف أو مسؤول في أي جهة حكومية مقابل خدمات قانونية تقدمها الحكومة ويتقاضى الموظف راتباً شهرياً مقابل عمله.. فأنت بذلك تساهم في الحملة الوطنية لمحاربة الرشوة.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.