اعتدنا دائماً أن نسمع عن السلبيات، وكأن الحياة كلها كذلك، ولكن الكويت كدولة وكنظام سياسي تتمتع بعدد من الأمور الإيجابية التي ينبغي ان نفاخر بها بين الأمم.
وها هي الهيئات والمؤسسات الدولية، والتي تتبع مؤسسات المجتمع المدني، ولا تتبع الحكومات تشيد بالجوانب الإيجابية التي يجب ان نعتز ونتمسك بها ونطورها إلى الأفضل دائماً.
فمنظمة «مراسلون بلا حدود» إحدى هذه المنظمات الشعبية التي أصدرت تقريرها الأخير، لتضع دولة الكويت في المركز الأول على المستويين العربي والإقليمي في حرية الصحافة.
فالكويت تتمتع بهذه الحرية منذ نشأتها وصدور دستورها الذي سطر عددا من المواد التي تركز على تمتع شعبها بالحريات العامة، وكان نصيب الصحافة منها المادة 37 التي تنص على «حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون».
وهذه الحرية ليست غريبة عن المجتمع الكويتي الذي يعيش حرية التعبير وابداء الرأي والنقد بشكل عفوي، يتمثل قبل الصحافة بالدواوين التي يمارس فيها الكويتيون حبهم للنقاش والحوار وطرح الرأي الصريح من دون تحفظ أو رتوش. ولو زار واضعو التقرير بعض هذه الدواوين لانبهروا بما سيشاهدونه ويسمعونه من حرية تعبير، وما الصحافة إلا انعكاس لحرية المجتمع بطرح رأيه وانتقاده لمجريات الأمور والأحداث في البلد.
علينا اذاً في تعاملنا مع أنفسنا بذكر هذه الأمور الإيجابية، بدلا من تسليط الضوء فقط على الجوانب السلبية وتضخيمها، وقد يقول بعضهم ان الإيجابيات أمر مفروغ منه، وتسليط الضوء على السلبيات لإصلاحها.
ولكن هذا الرأي لا يكون سديدا حتى في النقد العلمي، لأن النقد أو التقييم يجب ان يأخذ الإيجابيات بعين الاعتبار، كما يأخذ السلبيات في التقييم العام، وما إشادة هذه المنظمات الدولية وإبرازنا في المركز الأول بين عشرات الدول الا جزء من هذا التكريم الذي تستحقه الكويت وأهلها. وهو تعبير جيد للديموقراطية التي ارتضيناها لنظامنا السياسي وقبلناها مقياسا لأوضاعنا وحلا لمشاكلنا، وكذلك التمسك بدستورنا الذي سطره الآباء والأجداد وطرزوه بهذه المواد الرائعة التي تتحدث عن حريات المجتمع الكويتي ومكاسبه الشعبية وحقه في إدارة شؤونه وأموره وفقاً للحقوق والواجبات التي بينتها هذه المواد بشكل واضح وتفصيلي.
بل ان الدستور نفسه ينص على عدم تعديل مواد الحريات هذه، إلا إلى مزيد منها، وهو أمر إيجابي أيضاً ولله الحمد.
د. عبد المحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق