نعم والف نعم، معالي الوزير، كان الجميع منذ زمن يريد هذا التوجه الحضاري الرائع، رفع نسبة القبول في كليات التربية الى ما فوق %85 قرار جريء، سيواجه بكل تأكيد بسيل من النقد والاعتراض، ولا استبعد من سوف يطلبك لتكون على منصة الاستجواب. لذا عليك معالي الوزير الصمود وعدم التراجع وستنتصر بإذن الله، واذا لم يكن الانتصار حليفك في قاعة عبدالله السالم فسيكون الانتصار الحقيقي ان يسجل اسمك في تاريخ الكويت الحديث، وسوف يتداول بفخر واعتزاز لدى الحريصين على الارتقاء بهذه المهنة التي كرمها الله. المدرسة ايها السادة صانعة الاجيال والمدرسة هي المربي الحقيقي والفاعل، ولا يجوز لنا اعتبار المدرسة هي فقط التي تربي وتعلم بمعزل عن وجود المعلم الكفء.. المعلم الذي اتى لممارسة هذه المهنة برغبة وقناعة وقدرات خاصة، الكثير منها لا بل الاهم لا يُعلم او يدرس، ان يكون قد نشأ في كنف اسرة ومحيط مجتمعي يفقه ما تعنيه مهنة كرمها الله «كاد المعلم ان يكون رسولا» وكرمتها الشعوب والدول الراقية بامتياز، هل يعلم من يحاول الوقوف متعمداً في وجه هذا التوجه الراقي ان هذه المهنة هي التي تتقدم الصفوف تكريماً واجلالاً، رواتبهم هي الافضل خدمتهم في الوظيفة هي الاقل تقديرا لقيمة عطائهم وجهدهم، هم من يحتل الصفوف الاولى في مجتمعاتهم، وقبل هذا وذاك لا يقبل الطالب في كليات التربية هناك الا بعد حصوله على علامات تفوق واجتياز مقابلة من ذوي اختصاص للاطمئنان إلى قدراته. ولا نريد ان نعيد الكرة ونقول كيف صنف التعليم في الكويت من منظمات دولية متخصصة ومحترمة.
معالي الوزير، مرة اخيرة نرجوك ونشد على يدك لا تتراجع، لانك ستكون بعد هذا الموقف الريادي اكبر واجل من الوظيفة مهما كبرت وتميزت.
والله وحده الموفق.
سامي فهد الابراهيم
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق