أعلنت وزيرة الدولة لشؤون التخطيط ان الخطة الانمائية السنوية للدولة واجهت 1702 معوق في تنفيذ المشاريع، تم التغلب على %37.9 منها – صحف محلية.
التصريحات الحكومية مضحكة حتى الموت، انها لا تكتفي بانها تصريحات غير ذي فائدة غالبا، بل يضاف إليها انها تصريحات لا معنى لها، وتفتقد القيمة العلمية الحقيقية، وهي في كثير من الاحيان لا تدل على الاوضاع القائمة في اي موقع اطلقت فيها، مثل هذا التصريح.
انا اتكلم لا ككاتب فقط، او كمتابع للشأن العام، ومراقب للأداء الحكومي، وانما اكتب هذه المرة ايضا كمتخصص في الدراسات العليا في الادارة العامة، اقول وبكل ثقة ان تصريح وزيرة التنمية هذا لو كشفت تفاصيله لصعق المجتمع من نوعية المعوقات الألف والسبعمائة التي تحكي عنها.
1702 معوق «التي تقول الوزيرة انه تم حل %38 منها قطوها بحر كلها صدقوني، المعوقات الحقيقية للتنمية لم تتكلم عنها الوزيرة، والتي يعلمها كل اهل الكويت صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، حكوميهم ومعارضهم، ما عدا الحكومة الموقرة».
خطة التنمية الهلامية التي لا ترتبط باحداث اي تنمية حقيقية للبشر في الكويت، هي خطة مضيعة لعمر الوطن لن يستفيد منها سوى الشركات ومن تحتها، واما الفائدة الحقيقية للبلد فلن تقابل ما يصرف من المليارات طوال سنوات الخطة المجهولة المعالم والمفككة الاوصال.
المعوقات الحقيقية للتنمية على رأسها آلية التشكيل الحكومي القائم على المحاصصة والترضيات، فتأتي لنا حكومات الصدفة، حيث يأتي الوزير ويجهل لمَ تم اختياره، كما يذهب فجأة، ويجهل لمَ تم استبعاده، فهو ليس الا رقما في المعادلة السياسية المطلوبة لبقاء الحكومة في موقعها لمدة من الزمن.
المعوقات الحقيقية لخطة التنمية وجود بعض قيادات جاهلة او فاسدة تتبوأ مناصبها بغير حق، بل جاءت بواسطات او مقايضات، وهي عاجزة ان تقدم اي جديد او اصلاح في مواقعها، فيطلب منها القيام باعمال فنية وادارية ومهنية تفوق قدراتها الحقيقية.
المعوقات الحقيقية للتنمية هي الفشل في تطبيق القوانين والرشوة المتفشية والتلاعب بالانظمة الوظيفية وتنفيع الشركات الكبرى والعجز عن الوفاء بالواجبات الخدمية للمجتمع والهدر الفاحش لمال الدولة والتقهقر في الاداء العام وعدم محاسبة أي مسؤول على فساده او فشله بعمله، يا سادة معوقاتكم الحقيقية في طريقة ادارتكم ومنهج عملكم، لكن مقيولة «البعير لو شاف حدبته انكسرت رقبته».
والله الموفق
وليد عبد الله الغانم
waleedalghanim.blogsot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق