الرحلة بواسطة القطار الاوروبي السريع من باريس الى فرانكفورت تستغرق ثلاث ساعات تقطع بها اكثر من (600) كيلومتر يقدم لك بها المشروبات الباردة والساخنة مع وجبة غداء خفيفة وتستمتع بخدمة الانترنت وبالمناظر الطبيعية الرائعة الجمال بسرعة تتجاوز (300) كيلومتر في المقابل عندما تقوم برحلة ما بين القاهرة والاسكندرية بذلك القطار المتهالك والذي بالكاد يسير لقدمه وللبشر المتكدس داخله وفوقه وانت تجلس القرفصاء داخل كابينة الدرجة الاولى التي حجزتها وبالكاد تستطيع التنفس للاعداد المتراكمة بتلك الغرفة التي لا تسع أكثر من اربعة ركاب او ستة على اكثر تقدير ليقطع مسافة (200) كيلو بأكثر من ساعتين والخوف كل الخوف من خروج القطار عن مساره وانقلابه او اصطدامه بقطار آخر.
عندما تكلف سائق للقطار السريع ليقود تلك القطارات المتهالكة فان سرعته لن تتغير لان المشكلة في محركات القطار ذات السرعة البطيئة وبدنه المتهالك والخطوط المستخدمة المكسرة وسعة القطار.
ما يحدث اليوم من معارضة تهالكت وانتهت صلاحيتها وباتت عاجزة عن تحقيق طموحات الشباب لانه مهما تدفع بها او تحاول تصليح شيء من الاعطال التي اصابتها لقدمها لن تنفع الجدوى الا في استبدال السكة والقطار والقيادة لتصبح مثل تلك القطارات الاوروبية الحديثة.
اثارتي لذلك التشبيه تتعلق بحث شباب الحراك المعارض على الدخول بأنفسهم للمعترك السياسي دون الدفع بقيادات متهالكة استهلكت كل طاقتها في الدخول بصراعات سياسية رفضها المجتمع الكويتي وسيجدون كل القبول من الشارع ومن الرأي العام ومن الحكومة الذين هم ضدها لان المهم هو تطوير العمل السياسي وضخ دماء جديدة بدلا من الدماء القديمة التي ادت ما عليها وانتهى دورها.
حساب كرامة وطن لشخص عرفت شخصيته رغم نفيه المتكرر لذلك وهو من العناصر الشابة الطموحة الذي يجب عليه الظهور واقناع الآخرين بقوة تنظيم حراكهم وعليهم اتباع الطرق القانونية للوصول الى مرادهم وسيجدون الكثير ممن يؤيدونهم ويدعمونهم.
الدخول في صراع سياسي والتطاول على رمز الدولة لكسب التأييد من بعضهم البعض باعتبارهم معارضة للسلطة لن يجلب لهم الا الزج بالسجون الذي لا نتمناه لاحد منهم او ممن سبقوهم بالحراك السياسي بل نتمنى لهم المشاركة بالعملية السياسية وخلق قيادات شابة تستطيع تطوير العمل السياسي والعود بالكويت الى ما كانت عليه واحسن.
alsraeaa@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق