د. محمد البصيري وزير المواصلات السابق لم يكتف بتسجيل انجازه الخارق بكارثة اشتراكه باقرار كوادر النفط التي ما زالت تعاني الحكومة والموظفون والنقابات من آثارها الخطرة، وانما له انجاز آخر لن ينساه التاريخ متمثلا بتصريحاته المميزة حول موضوع نقل الارقام بين شركات الاتصالات من سنة 2010 والتي حتى الان لم تنفذ على ارض الواقع..
2010/9/24 صرح الوزير البصيري «بان الوزارة قطعت شوطاً لا يستهان به في مسألة نقل ارقام المشتركين بين شركات الاتصالات الهاتفية النقالة.. مؤكداً ان الوزارة ملتزمة بتعهدها الاسراع في تقديم هذه الميزة للمستهلكين وان تنجز هذه الخدمة قبل نهاية هذه السنة»، طبعا انتهت سنة 2010 وانتهت سنة 2011 وقد تنتهي سنة 2012 ولن يحدث شيء مما وعدت به الوزارة اهل الكويت لسبب بسيط، إما ان الحكومة لا تحسن عملها واما ان شركات الاتصالات هي الحكومة الحقيقية..
2011/10/31 – أي بعد سنة من مؤتمر البصيري – صرح مدير عام الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا «بجهوزية الشركة لبدء تطبيق مشروع نقل الأرقام بين شركات الاتصالات المتنقلة الثلاث وفقا للترخيص الممنوح لها من قبل وزارة المواصلات، وأن الشركة تترقب توقيع القرار الوزاري المنظم لعملية نقل الأرقام من قبل وزارة المواصلات منذ شهر ابريل الماضي لتتمكن من تنفيذ المشروع وفقا للجدول الزمني المتفق عليه مع وزارة المواصلات»، وللاسف قضت وزارة المواصلات اكثر من ستة أشهر لتوقع هذا القرار، ولا ادري ماذا تفعل المواصلات طوال هذه المدة، هل تنقصهم اقلام للتوقيع، أم ان حبر الطابعة مخلص، أم ما عندهم اوراق فلوسكاب لاصدار هذا القرار، أم ان شركات الاتصالات هي الحكومة الحقيقية؟
2012/4/19 ذهب الوزير البصيري وذهبت معه وعوده وجاء الوزير الاذينة ليعلن لنا بعد سنتين من الانتظار المريب «ان المواصلات مستعدة لتنفيذ مشروع نقل الارقام والذي سيرى النور وسينفذ كاملا خلال الاشهر الثمانية المقبلة»، اتمنى ان يكون الوزير الاذينة قاصدا فعلا تحقيق هذا الوعد، وألا يكون وعده مثل توقيعه لاتفاقية اضراب موظفي «الكويتية» قبل 6 أشهر والتي تملصت الحكومة الجديدة من تنفيذها..
بعض شركات الاتصالات تقدم لنا خدمات رديئة وقهرا للعملاء واسعارا مبالغا فيها، وتفتقر الى التجديد والابداع، وفوق هذا «ماكو وزارة تسنعهم لنا..»، الى متى يبقى الناس تحت رحمة هذه الشركات؟.. والله الموفق.
وليد عبد الله الغانم
twitter@waleedalghanim
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق