صلاح الساير: نهاية الخطاب المتوحش

الاختلاف من طبيعة البشر، فالشركاء في التجارة يختلفون، والشركاء في الحياة الزوجية يختلفون، والزملاء والجيران والأصدقاء والعشاق وحتى الناس الذين تجمعهم الصدفة قد يختلفون دونما سابق معرفة، كمثل حوادث المرور أو نحوها، لذا تفتق العقل البشري عن فكرة القضاء الذي يحكم بين الناس ويحسم أمر الاختلاف.

القضاء مرجعية البشر، ولولا أحكامه لاستمر الناس في النزاع والصراع والاختلاف الى ما لانهاية، ولاستحكم الشر بينهم ودب الشقاق ووهنت عصبتهم، بيد أن القضاء لا يحكم وفق هواه، بل هو ملزم بقوانين يتتبعها ويسترشد بها في أحكامه، لذا يتوجب على الناس المختلفين الانصياع للاحكام القضائية دون التشكيك بها كي يستقيم حال المجتمع، أما سوى ذلك فالفوضى والاحتراب والنزاع وتعاظم الخيبات.

انتشرت في الكويت في السنوات الأخيرة لغة عنيفة وازدهر الخطاب المتوحش، وشهدنا محاولات التطاول على المقام السامي واسترخص الناس رجم بعضهم بعضاً بأبشع الكلام سواء في الأمكنة العامة أو في مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية، فصار من المصلحة العليا للبلاد اللجوء للقضاء وتمكينه من الفصل بالعدل بين الناس وربط حرية التعبير بالمسؤولية.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.