وليد الغانم: أفا.. مجلسكم طلع تأزيمي

فاجأ النائب القلاف «رَبعه» نواب مجلس الامة، فقدم استجوابا خاطفا لوزير المواصلات والمجلس لم يكمل شهره الثالث بعد، وهو بذلك سبق زملاءه الذين يطلقون تهديدات متكررة باستجواب وزراء في الحكومة الحالية مثل تهديد سعدون حماد لوزير النفط وتهديد غيره لوزير المالية وتهديد نائبات لوزير الشؤون على خلفية تعييناتها العائلية، وبخلاف المهلة المحددة لوزير الداخلية لتحقيق توصيات المجلس في شهر ابريل المقبل.

«افا» يا نواب الامة! لماذا التأزيم وافتعال المشاكل مع الحكومة؟ أين وعودكم بالتعاون لتحقيق مصالح الشعب، اين شعاراتكم بان هذا المجلس سيكون مجلس الامنيات والانجازات للوطن والمواطن، واين تهكمكم من المجالس السابقة وانها سبب تخلف البلد بتعطيل العمل الحكومي واعاقة مسيرة التنمية والازدهار للبلد؟ ها أنتم تقومون باعمال تأزيمية صرفة بتقديمكم لاستجوابات في اول اسابيع البرلمان، وبتوعدكم للوزراء قبل مضي سنة وحتى ستة أشهر للعمل! فما الذي تغير يا ترى؟

يعلم الجميع ان بعض الاستجوابات المقدمة استجوابات وهمية تفتقر الى المادة وتبتعد عن الاصلاح، كما نعلم ان بعض الاستجوابات تقدم بالانابة عن اصحاب النفوذ وهناك استجوابات تقدم بسبب رفض وزراء تمرير مصالح شخصية لوزراء، كما يشاع عن احد النواب الحاليين انه سيقدم استجوابا، لان الحكومة اوقفت بعض عقوده مع شركات نفطية، وهكذا تستمر المعارك الكاذبة ويستمر التلاعب بمستقبل البلد ممن يدعون انهم سيصلحون مسيرته..

اصدق كلمتين قيلتا في هذا المجلس ما قالهما النائبان دويسان والنجادة. فأما الاول فقال ان وزير الداخلية يحترم مجلس السعدون ولا يحترم مجلس الراشد، واما النجادة فقال ان المجلس في جيب الحكومة، والعبرة ليست في ما تضمنتهما الكلمتان من حقائق، وانما دلالتهما على ما يشعر به النواب من استصغار الحكومة لهذا المجلس وشعور بعض النواب بانهم مجلس درجة ثانية «لا يهش ولا ينش»! ولذلك «خرعنا» سعادة رئيس المجلس الحالي علي الراشد بتصريح مخيف، قال فيه ان هذا المجلس «يشمخ»..!

خلاصة الكلام ان تهمة التأزيم التي روجتها الحكومة مسبقا ووسائل اعلامها عن مجالس الامة ما زالت قائمة في حق المجلس الحالي ذي النفس الحكومي الخالص، والفرق الوحيد ان التأزيم مسبقا ربما كان يكلف الحكومة اكثر، والتأزيم الحالي قد يكون كذلك.. والله الموفق.

• • •

• إضاءة تاريخية: في 1947/3/12 صدر العفو الاميري عن محمد البراك السياسي النشط المعروف بعد وصوله الى الكويت من المنفى.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.