هيك وزارة لهيك مجلس الامة هو ظلم جائر يطول الوزارة وظلم يطول المجلس، فالوزارة الحالية لا يمكن ان توصف بوزارة الاربع سنوات القادمة بل لن تصمد لاقل من ذلك ولعل الشهور القادمة كفيلة بأن نضع هذه الوزارة على محك الصدقية.
الموضوع هنا ليس لان هناك استجوابات برلمانية قادمة.. ولا لان هناك وزراء قد يكونون في موضع الخصومة (السياسية) مع نواب او لان هناك وزراء يؤاخذون بشبهة الانتفاع، ولكن بشكل عام هذه الوزارة بكليتها ليست الوزارة التي تقنع الشارع وبالتالي ليست الوزارة المأمول منها تحقيق الانجازات وبعبارة اوضح ليست الوزارة التي تناسب المرحلة الراهنة والاربع سنوات القادمة.
علينا الا نستهين بالوضع الراهن، فالبلد في حالة تراجع واخفاقات كبيرة سواء على الصعيد الامني أو الاقتصادي او التعليمي. وهناك انشقاقات سياسية وشعبية غير مسبوقة. هذا ناهيك عن تردي الخدمات الحكومية التي هي حالة حكومية مزمنة لا تبرأ الوزارة الحالية منها.
لا نريد وزراء يلتزمون بحضور جلسات مجلس الامة او يجرون تنقلات وتدويرات بين موظفي وزاراتهم والتي هي من صميم اعمال وكيل الوزارة. التي لا ينبغي للوزير ان يشغل وقته في مثل هذه الصغائر. وانما نريد وزراء الى جانب كونهم يتولون مناصب سياسية ايضاً يشاركون في رسم السياسات العامة لكن وزراءنا يمثلون كبار موظفين لا وزراء يشاركون في رسم سياسات الدولة..!!
نحن نعلم ان الاستجوابات البرلمانية في الكثير من الاحيان تخفي ما وراءها فالكثير من الاستجوابات تستهدف اشخاص الوزراء لا اعمال وزاراتهم. فاما ان يكون الهدف من الاستجواب زحزحة الوزير من منصبه او بهدف الانتقام لكونه لم يرضخ لابتزازات النائب او النواب المستجوبين، ولكن هذا لا يعني ان كل الاستجوابات التي تقدم للوزراء شخصانية او ابتزازية فلا ريب ان هناك وزراء فاشلين وبالتالي وجودهم على رأس وزاراتهم كارثة والاستجواب لمثل هؤلاء خدمة جليلة للوطن.. ومأجور النائب عليه..
ان هذه الحكومة ينبغي ان ترحل، وينبغي ان ترحل قبل تدشين سلسلة الاستجوابات البرلمانية القادمة. فان طال استجواب وزيراً فسيطول كل الوزراء واحداً بعد الاخر . وقد يطول رئيس الوزراء، ومفيش حد احسن من حد.. طالما ان السبحة كرت..!!
عندما نقول على هذه الوزارة ان ترحل نحن لا نتكلم عن اشخاص. ولا نخاف على مصالحنا ان تتضرر. فليس لنا مصالح حتى نخاف عليها انما خوفنا على وطننا الذي هو الكويت في الاول والاخير.
فنحن يؤلمنا توقف (نمو) الكويت وعدم مجاراتها على الاقل للبلدان الشقيقة المجاورة، نحن دولة توصف بالفاشلة دولة ينتشر فيها الفساد كما ينتشر السم في الشرايين. نحن نعجز ان نعطي عنواناً لدولتنا هل هي دولة صناعية والصناعة معدومة، هل نحن دولة تجارية والتجارة راكدة.
هل نحن دولة خدماتية، هل نحن متقدمون في التعليم هل نحن متقدمون في الطب هل نحن منفردون في مجالات الابداع والفنون والثقافة. وحتى هذه التي كنا في ما مضي متميزين بها سحبوا البساط منا..!!
من المسؤول عن كل ذلك اليست الحكومة، اليست هي التي ترسم السياسات وتقوم بتنفيذها، وذلك نتساءل هل الوزراء الحاليون كلهم او بعضهم مؤهلون لرسم سياسات ومتابعة تنفيذها ..؟!!
ان العلة ليست باشخاص الوزراء ولكن العلة في آلية اختيار الوزراء. فلنغير آلية اختيار الوزراء. حتي نغير الوزراء.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق