تنافس كويتي – بريطاني لاستضافة أمانة منتدى الصناديق السيادية

يبدو أن الحملة التي تقوم بها لندن لتعزيز موقعها كمركز مالي عالمي في طريقها ربما أن تحصل على دفعة من مجموعة كبيرة من صناديق الثروة السيادية إذ يخطط المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، الذي يضم 24 صندوقاً سيادياً وترأسه الصين وروسيا ودول الخليج، لإنشاء أمانة دائمة، ويفضل العديد من الأعضاء لندن مقراً لها.

ويعتزم المنتدى، وهو مجموعة غير رسمية تصل مجموع أصول أعضائها مجتمعة إلى 4 تريليونات دولار، الانتقال من مكانه في مقر الصندوق الدولي في واشنطن.

وترحّب العاصمة البريطانية بوجود المقر فيها، لا سيما في الوقت الذي يشكك باقي دول أعضاء الاتحاد الأوروبي في التزام بريطانيا تجاه الاتحاد الأوروبي، كما تعمل على تطوير مراكز مالية منافسة، وتحديداً باريس وفرانكفورت.

وكان جورج أوسبورن وزير الخزانة البريطاني سعى إلى استقطاب صناديق الثروة السيادية للاستثمار في البنية التحتية في بريطانيا، لكن تلك الصناديق كانت تواجه في بعض الأحيان جدلاً بسبب المخاوف الأمنية التي قد تنجم عن ضخ دولة أخرى أموالها في صناعات تعتبر «استراتيجية».

وبينما توجد مواقع أخرى ينظر فيها لاستضافة أمانة المنتدى، ومنها الكويت، إلا أن الكثير من الأعضاء يدعمون خيار لندن بسبب دورها المحوري في الصناعية المالية. وكما قال جين لي تشون رئيس المنتدى رئيس مجلس إدارة مؤسسة الصين للاستثمار، لفايننشال تايمز أثناء زيارة له إلى لندن: «أعضاء المنتدى ينظرون في اختيار لندن مقراً له، والقرار سيتخذ قريباً».

يقول جيرارد ليونز المستشار الاقتصادي الرئيسي لعمدة لندن بوريس جونسون «يعتبر ذلك انعكاساً إيجابياً لاستقلالية لندن وموقعها التنافسي القوي العالمي».

وكان المنتدى أسس في 2009 بدعم من صندوق النقد الدولي بهدف تشجيع التعاون وتبادل الآراء وتحقيق «أفضل ممارسات» بين صناديق الثروة السيادية.

ومن ضمن الأغراض التي يهدف المنتدى إلى تحقيقها المساعدة في الحفاظ على نظام مالي عالمي مستقر، وضمان حرية تدفقات رؤوس الأموال، والالتزام بالقواعد في البلدان المستقبلة للاستثمارات والاستثمار على أساس الاعتبارات الاقتصادية، والالتزام بقواعد صارمة في الإفصاح وتأسيس هيكلية متينة للحوكمة.

المنتدى في جوهره مجرد منبر للكلام، لا سيما أن القرارات الاستثمارية تتخذ أساساً في العواصم الوطنية لتلك الصناديق، إذ يتبادل مسؤولوها الآراء مع بعضهم البعض ومع مستشاريهم، ما يزيد من تعقيد استراتيجياتها الاستثمارية. ويعمل العديد من الصناديق على تنويع استثماراتها بعيداً عن تملكها المعتاد للسندات إلى الأسهم والعقارات ومجموعات الملكية الخاصة.

وفي حين يفضل الكثير من الصناديق السيادية الابتعاد عن الأضواء، إلا أن صناديق الثروة السيادية الكبيرة دخلت في استثمارات رفيعة المستوى في لندن وغيرها جذبت الانتباه إليها.

فعلى سبيل المثال، تملك مؤسسة الصين للاستثمار والصندوق السيادي لسنغافورة وقطر حصصاً في «إف جي بي توبكو»، وهي الشركة التي تملك العديد من المطارات البريطانية، بما فيها مطار هيثرو.
المصدر “القبس”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.