بالامس.. حسبما تم تناقله بالخدمات الهاتفية الاخبارية وبوسائل التواصل الاجتماعي، صرح الأمير تركي الفيصل بالقول: «لو كنت ناخبا كويتيا لكنت من المؤيدين لقرار صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الذي قضى بإعادة رسم الخريطة الانتخابية».
وبعد قليل من بث هذا التصريح في خدمات اخبارية، نقلت خدمة الزميلة «الراي» تصريحا لرئيس مجلس الامة الأسبق أحمد السعدون يقول: «أحمد السعدون تعليقا على تصريح الأمير تركي الفيصل: نعتبر سموه وكل مواطن سعودي كالناخب الكويتي في حق ابداء الرأي.. وان اختلفنا مع هذا الرأي».
كم تمنيت لو شاهدنا هذا الرقي في الألفاظ وسعة الصدر في تلقي الرأي الآخر وعدم اللجوء الى التخوين والالفاظ العنيفة والخارجة عن المألوف.. وعن الادب احيانا والتي يستخدمها اعضاء في حزب المخضرم السعدون تجاه من يخالفونهم الرأي من بني جلدتهم في الكويت.
كم تمنيت لو ان هذا الرقي في الخطاب استخدم مع صاحب السمو امير البلاد، ومع سائر القوى السياسية المختلفة.. «المخالفة» لتوجه الأعضاء في حزب العم بو عبدالعزيز.
ليت العم بوعبدالعزيز يفرض هذا الرقي في الألفاظ وحسن تنسيق الجُمَلْ على أصحابه المندفعين ليس تجاه الإخوة الأمراء في السعودية فقط (كما نلاحظ)، ولكن تجاه جميع دول مجلس التعاون الخليجي. فلا يقولوا ما قالوه عن قيادة دولة الإمارات العربية، ولا يقولوا ما قالوه عن اخوانهم في الكويت ممن خالفوهم الرأي ولم يتفقوا معهم.
لقد شبعنا تخويناً وصراخاً وألفاظاً جارحة واتهامات لا تعرف أدب الاختلاف.. شبعنا من منهج «اطردوهم من الدواوين» الذي ابتدعه حزب العم بو عبدالعزيز، ومورس هذا المنهج بكل بشاعة تجاه أبناء الكويت ممن خالفوهم الرأي.
ان من يلاحظ لغة الخطابة التي يتبعها حزبكم يستنتج ان حزبكم هذا لا يؤمن ان من حق الطرف الآخر ان يكون له رأي غير السمع والطاعة.. ولهذا رأينا ما حدث مع «نهج» التي قام الحراك أصلاً على أكتافها.
نحن نظل ابناء بلد واحد، مصلحتنا واحدة، مستقبلنا واحد شاء من تضيق صدورهم بالاختلاف في الرأي أم أبوا.. ولهذا.. نرجوك ان تعلمهم هذا الرقي في الحوار والاختلاف.. فمن حق الجميع أن تكون لهم وجهات النظر، لكن ليس من حق احد تخوين الآخر وطرده من رحمة… الله والوطنية.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن

التعليق هو أن بليس مايخاف إلا من ربه وشكراً