صباح الخالد: لا تنازل عن المديونيات العراقية


كشف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد النقاب عن زيارة مرتقبة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى بغداد في نهاية العام الجاري، ردا على زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبلاد، لافتا الى ان الزيارة ستركز على توقيع اتفاقيات تعاون وتفعيل اتفاقيات سابقة مع الجانب العراقي في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والاستثمارية والقضائية والأمنية والثقافية.
وقال الخالد خلال حوار مفتوح ضمن فعاليات الملتقى الاعلامي العربي التاسع امس الاول حضر جزءا منه وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح ان العلامات الحدودية بين الكويت والعراق موجودة الا انها تحتاج الى صيانة مما سببته عوامل التعرية المناخية من اضرار، لافتا الى ان العراق تعهد بصيانة هذه العلامات وازالة كافة التجاوزات على الحدود، بتخصيص 600 الف دولار لصيانتها من الجانب العراقي، مؤكدا «ان الكويت لم تتنازل عن اي حق من حقوقها بشان المديونيات العراقية بهدف تسوية عدد من الملفات العالقة، ولم يتم الحديث عن تنازل مقابل اخر ولا نتعامل على هذا الاساس قطعا».
واوضح ان عقد القمة العربية في بغداد شكل تحديا كبيرا، في معارضة عدد من الدول لعقدها في العراق، بينما اصرت الكويت على ان يحظى العراق بدوره ويحتضن الدول العربية ويلعب دوره على المستوى العربي.وقال ان مشاركة الكويت على مستوى سمو الامير كانت رسالة واضحة وقوية اكدت ان للعراق دورا عربيا وان عليه كبلد مؤسس للجامعة احتضان الدول العربية، واضاف ان زيارة سمو الامير الى بغداد كسرت حاجزا كبيرا بين البلدين استمر ما يزيد عن عقدين، ومهد الطريق لبحث القضايا العالقة بين البلدين.
وعن الموقف الايراني قال الخالد ان ايران دولة مهمة في المنطقة وكل ما نطلبه منها هو التعامل على اساس حسن الجوار والتعاون ضمن المواثيق الدولية، القائمة على اساس الاحترام المتبادل، لافتا الى حرص الجانب الايراني على استقرار المنطقة ومؤكدا اهمية التفاوض والتحاور والاتصال «نحن لا ننكر مصلحة ايران في المنطقة لكن نرجو ان يكون هذا قائما على الفهم المتبادل». واشار الى ان البيان الذي اصدرته السفارة الايرانية اخيرا بشان الجزر الاماراتية المحتلة يمثل توجه ايران، وان دول مجلس التعاون والجامعة العربية اعلنا موقفهما بشان الجزر الاماراتية الثلاث المحتلة، واعرب عن امله في ان تستجيب ايران للحوار والتفاوض بشان الجزر مع دولة الامارات، مشيرا الى ان مواصلة الاجتماعات بشأن ملف ايران النووي يطمئن العالم، ومؤكدا حق كل دولة بامتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعن فكرة انضمام الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي، قال الخالد ان قرار مجلس التعاون يؤكد على الشراكة الاستراتيجية مع المغرب والاردن الى ابعد مدى، ما يترتب عليه التزامات كثيرة.
وحول المتغيرات التي يشهدها العالم العربي قال الشيخ صباح الخالد «نحن متابعون لكل المتغيرات الحاصلة في الوطن العربي خلال ما يقارب 16 شهرا، والكويت لم تكن بعيدة عن هذه المستجدات والمتغيرات من خلال ما استجد علينا العام الماضي من تغيرات استدعت تدخل سمو الامير بحل المجلس والحكومة، وكان تحرك مجلس دول التعاون صادقا ومنسجما مع عدد من القضايا التي تمس كلا من سورية واليمن وليبيا ومصر، ولعب مجلس التعاون دورا كبيرا في حل الازمة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية.
واشار الى ان مجلس وزراء الخارجية العرب عقد 14 اجتماعا غير عادي خلال الـ16 شهرا الماضي، تركز معظمها على الازمة السورية، وان الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة العربية عقد يوم الخميس الماضي، حيث طلبت الدول العربية من مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان الاستعجال بوصول المراقبين باعداد اكبر الى سورية.واضاف ان المغرب يمثل العرب في مجلس الامن وكان هناك نقاش لتكليفه بطرح هواجس العرب بشان سورية خلال جلسة مجلس الامن المقبلة في 5 مايو، معلنا ان مجلس الجامعة العربية حدد 15 مايو المقبل موعدا للقاء جميع المعارضة السورية مع امين عام جامعة الدول العربية د.نبيل العربي، وان هذا الاجتماع مرحلة اولى لالتقاء المعارضة السورية مع المجلس الوزاري العربي لاحقا.
واشار الى «ان دول مجلس التعاون في حوارات مستمرة مع حلفائنا الاستراتيجيين في امريكا واوروبا حول استراتيجية دفاعية مشتركة»، وان اجتماعا سيعقد بين ممثلين من دول الخليج وبريطانيا قريبا بهذا الشان، اضافة الى اجتماع اخر مع وزير خارجية الولايات المتحدة لمتابعة منظومة الدفاع المشترك.
واكد الخالد ان القضية الفلسطينية قضية العرب الاولى «ونحن على اتصال على اخواننا في فلسطين ونؤيد ما يقومون به على الصعيد الدولي وقد ساندنا توجههم الاخير وانضمامهم الى منظمة اليونسكو بعضوية كاملة» معربا عن امله في ان يكون الفلسطينيون متحدين بترجمة ما تم الاتفاق عليه في الدوحة والاردن ومصر على ارض الواقع، مشيرا الى ان الخلاف بين العراق والسعودية وقطر لا يتجاوز اختلافات في وجهات النظر.
وعن تلويح النائب مسلم البراك باستجوابه للمرة الثانية قال الخالد ان كل ما ياتي ضمن الدستور والقانون مرحب به، «ونحن اقسمنا ونحترم قسمنا»، داعيا الى عدم التخوف من تعديل الدستور، مشيرا الى ان «من وضع الدستور منذ 50 عاما وضع آلية للتغيير فيه ايضا، وما يهمنا هو ان يكون التغيير لمصلحة الكويت».
وعن الاتحاد الخليجي قال الخالد انه تم تشكيل هيئة من 3 اعضاء من كل دولة لمتابعة الانتقال الى مرحلة الاتحاد وسترفع اول تقرير لها بعد اسبوعين من الآن.
واكد الشيخ صباح الخالد الدور الكبير الذي لعبه الاعلام ووسائل الاتصال الحديثة في الـ16 شهرا الماضية في تسليط الضوء على القضايا وتحريك الأوضاع وقال ان العنصر الاهم في هذه المرحلة هم الشباب، خاصة انهم اصحاب النصيب الاكبر في هذا الحراك العربي، ولابد من الاهتمام بهم في المرحلة القادمة.

حرب باردة جديدة في الشرق الأوسط
وكانت الجلسة الثالثة للملتقى الاعلامي العربي التاسع التي أتت بعنوان «مستقبل العلاقات العربية الغربية في ظل المتغيرات السياسية» قد حذرت من حرب باردة ثالثة في الشرق الأوسط بعد ان قامت الثورات العربية التي لا تزال الى اليوم في مخاض مستمر.
وقالت الناطقة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روز ميري ديفس ان الربيع العربي كان فرصة للناس لبناء منطقة مزدهرة ومستقرة، على أساس ديموقراطي، وكان تغييرا تاريخيا كبيرا لأن الناس طالبوا باحترام حقوقهم وكرامتهم.وأشارت الى ان بريطانيا أطلقت برنامج الشراكة العربية وسوف تسعى من خلاله الى تقديم الدعم للاصلاح السياسي في المنطقة من خلال الاتحاد الأوربي ودول الثماني، وصندوق الشراكة العربية لدعم الربيع العربي براسمال 110 ملايين جنيه استرليني.
وقال وزير خارجية المغرب محمد بن عيسى اننا لا نزال نعيش مخاضات الثورات العربية، التي فوجئ بها الغرب عندما بدأت، فداعب الأنظمة القائمة بالصمت، وسمعنا حلفاء غربيين بعد ذلك طالبوا حلفاءهم بالرحيل، والآن يعيدنا المستقبل الى الحرب الباردة الجديدة في المنطقة، وللمرة الأولى مرة نرى الصين فاعلا الى جانب روسيا وايران.واضاف ان تقسيم الشرق الأوسط بدأ في عهد بوش وان من الصعب ان نحدد العلاقة مع الغرب في ضوء المتغيرات في المنطقة، اضافة الى الوجود الاسرائيلي بها.
وقال الاعلامي الليبي محمود شمام ان الباب الدوار هو الذي يحكم العلاقة الخارجية لأمريكا والقرار هناك يطبخ على نار هادئة، واشار الى ان الولايات المتحدة لم تتوقع حدوث الثورات في الدول العربية، وان هناك بوادر حرب قادمة، في ظل السياسة الغربية التي ليست لها علاقة بالأخلاق، واذا استطعنا تحديد مصالحنا فسوف نستطيع ان نتعامل معهم.
وقال رئيس مجموعة أبو غزالة الدولية طلال أبو غزالة اننا في مرحلة يجب ان ندرك فيها ان الاعلام سيصبح معرفة، وسيشمل التعليم، وخلال العشرين عاما القادمة ستصبح الجامعة في الفضاء، واضاف ان الديموقراطية في محيط الانترنت ديموقراطية حقيقية وتلك الديموقراطية ستحكم العلاقات مع الغرب.وأشار الى ان العلاقة الآن في المنطقة أصبحت علاقة اقتصادية، فلا يوجد قرار سياسي الا وله سبب اقتصادي، ونحن اليوم أمام علاقة معقدة، وأمام تغير تاريخي وسوف تستمر العلاقات العربية الغربية في تعثر وتشرذم.
وقال وزير الاعلام الكويتي الاسبق سعد بن طفلة اننا لا نزال ندافع عن صورتنا لدى الغرب بكافة أشكالها، وعلينا ان نركز في المرحلة القادمة على اظهار الحضارة العربية من خلال التعامل مع الشعوب وليس الأفراد.
وقال رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والاعلام الدكتور فهد الحارثي ان الغرب يريد من العرب البترول ويريد أمن اسرائيل، وسلامة الممرات المائية، وبقاء الاسواق مفتوحة، وصياغة ما يحفظ الغرب نفسه به أمام شعوبه، فاذا توافرت تلك المطالب ستكون هناك علاقة توافق بين الغرب والشرق.وأضاف «ان الاسلاميين قدموا تعهدا بأمن اسرائيل كان هو الخط الأخضر لوصولهم الى الحكم»، ولذلك سيحكمون 300 سنة قادمة، وعلينا اعادة الحضارة العربية الا ما كانت عليه من خلال التعامل مع الشعوب.
وقال الكاتب سمير عطا الله ان هناك ثورة معلومات نحن غارقون فيها الا ان المعرفة قليلة جداً، والغرب لديه مصالح في الشرق ويعلم ان لدينا نحن كذلك مصالح لديه.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.