المجتمع الكويتي، تاريخياً، مجتمع عاش على الطاقات البشرية، وهي أهم مصدر من مصادر الطاقة، حيث صنع أهلنا الأوائل، بكدهم وعرقهم، بلداً صغيراً آمناً من لا شيء. واليوم نحن نعيش على مصادر طاقة ناضبة هي البترول. هذه المقدمة أسوغها بعد ان شد انتباهي ترجمة لمقالة نشرت في الـ «نيويورك تايمز» بعنوان «الطاقة الشمسية تغرب في أميركا وتشرق في الصين» والمقالة تتمحور على توقف وانحسار التمويل والاهتمام الغربي عن تمويل الأبحاث وإفلاس شركات الطاقة الشمسية، بينما تزدهر هذه الصناعة في الصين، وهو مؤشر على أن الصين تقود تطورات مهمة ومؤثرة لهذه الطاقة النظيفة المتجددة، ولعل أهم مشكلة في العالم ارتفاع تكلفتها مقارنة بالنفط والغاز رغم ارتفاع أسعارها.
المقالة مثيرة للاهتمام لأنها تتحدث عن المستقبل وعن طاقة أنعم الله بها على منطقتنا، وللأسف ان أبحاث الطاقة الشمسية في الكويت بدأت قبل ثلاثين عاماً، إلا أن النتائج تكاد تكون صفراً، فالجهات المهتمة لم تصدر شيئاً بل كانت مؤتمرات وأخباراً صحفية، الطاقة الشمسية موجودة ومستخدمة فعلاً في الكويت حيث إن الفنارات البحرية تعمل على الطاقة الشمسية وعلى الألواح، وفي بلاد الشام في لبنان وسوريا والأردن في تسخين المياه، والاستخدامات اليومية مثل إنارة الأنوار المنزلية وتسخين المياه، وهي مجرد أمثلة عن الطاقة المهدورة وخاصة في المرافق الحكومية والعمارات السكنية، وهي خطوات بسيطة لتخفيف الأحمال الكهربائية. وقد تخفف كثيراً على الطاقة الكهربائية وتخفف أحمالاً كبيرة جداً، ناهيك عن المردود البيئي. الطاقة الشمسية هي المستقبل، والصين فعلاً تقود العالم الى المستقبل، ولن ننتظر طويلاً حتى نرى هذه الطاقة تغزونا من الشرق. وفي وسط هذا البحر المتلاطم من الإحباطات يجب علينا أن نلتفت إلى الطاقات المهدورة بشرياً وصناعياً وما بين الشرق والغرب نلتفت كمستهلكين لكل شيء لنجد ان طاقاتنا البشرية والصناعية والطبيعية «تهدر» ونحن لاهون تماماً.
* * *
• جامعة «جابر التطبيقية» من دون أن تكون فيها تخصصات تطبيقية جديدة تهتم بأمور الطاقة الجديدة، وتخصصات مفيدة لسوق العمل، ستكون نسخة من «جامعة الكويت» وتغيير مسمى لكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي.
د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق