تقرير: 30 ألف كويتية “عانس”

كشفت آخر احصائيات عقود الزواج المسجلة في الكويت والتعداد السكاني العام عن بلوغ “ظاهرة العنوسة” معدلات “مرعبة” تستدعي استنفارا مجتمعيا للقضاء على المشكلة التي تؤرق العائلات والفتيات, إذ تشير تلك الاحصائيات إلى وجود نحو 30 ألف كويتية بين عمر 25 و64 عاماً لم يسبق لهن الزواج, وبالتالي يمكن تصنيفهن في خانة “العنوسة”.

وفي قراءة وتحليل لأسباب تنامي الظاهرة, رأى علماء نفس واجتماع أن “استفحال ظاهرة العنوسة في المجتمع الكويتي ينذر بتداعيات ديموغرافية ونفسية خطيرة على بنية المجتمع, خصوصا أن المرأة تعد المكون الأساسي في تحديد معدل النمو السكاني”, مشيرين إلى أن “المشكلة لا يمكن القضاء عليها بإصدار القوانين التي تقيد الزواج من غير الكويتيات أو التي تشجع على الزواج عبر الحوافز المالية والتسهيلات, وإنما بتحفيز الشباب والفتيات على الزواج وتنظيم حملات توعية على نطاق واسع تحض على إعطاء قضية بناء الاسرة أهمية بالغة, فضلاً عن حث أولياء الأمور على التسهيل على الراغبين بالزواج وعدم المغالاة في المهر وشروط المصاهرة”.

وحمل العلماء الشباب مسؤولية تنامي الظاهرة, لافتين إلى “وجود نظرة سلبية لدى بعض الشباب عن الفتاة الكويتية, عبر تعميم الصفات الفردية على الفتيات, فضلاً عن نزوع البعض نحو التأخر في سن الزواج, تحت ذريعة تكوين النفس”, لافتين إلى أن “الأخطر في القضية هو عزوف الراغبين في الزواج عن الفتيات فوق سن ال¯ 25, الأمر الذي يضاعف من أعداد الكويتيات اللواتي في دائرة العنوسة”.

واقترح العلماء مجموعة من “الحلول الآنية”, مثل “إعطاء الاولوية في التوظيف للمواطنين المتزوجين من كويتيات وحظر الزواج من أجنبيات”.

وحول الآثار النفسية على الفتيات “العوانس”, لفت علماء نفس إلى أن “مصطلح عانس بحد ذاته يعتبر مشكلة للفتاة ويشعرها بالدونية ويحمل في طياته إهانة للمرأة”, مشددين على “ضرورة إعادة تأهيل المجتمع ككل للتعامل مع الظاهرة والبحث عن حلول من شأنها الحد من تفاقم الأعداد, والاستفادة من تجارب بعض الشعوب, لا سيما العربية والاسلامية التي استطاعت الحد من تلك الظاهرة”.
المصدر “السياسة”

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.