لجنة الايداعات تمارس عملها بنشاط واضح، الجلسات مستمرة ودائمة طوال ايام الاسبوع واخبار لقاءاتها تصل للناس لحظة بلحظة وبالتفاصيل! لا ادري عن مدى قانونية ذلك، لكن واضح ان لدى اللجنة عناية خاصة واهتماما بالغا في ايصال هذه الرسائل الاعلامية من باب المطاردة والتقصد وممارسة الضرب تحت الحزام. هذا من جانب، أما الجانب الآخر فيؤخذ عليها عقلية المواربة والتغطية، أو قل ازدواجية المعايير.
بداية، اللجنة ممثلة برئيسها مسلم البراك تكشف لنا في كل يوم هويات وشخصيات واحداث لما يدور في اجتماعاتها، كأن تذكر مثلا اسماء الشركات والبنوك التي حضرت امام اللجنة وقدمت شهاداتها، بل وتعطي تفاصيل دقيقة لما يدور في هذه الاجتماعات من قبيل بعضها ادت الشهادات بعد القسم باستثناء «برقان» والبنك الدولي، وهما البنكان اللذان ادليا بشهاداتهما من دون القسم («برقان» قضائي لفيصل المسلم زميل البراك في قضية الشيكات الشهيرة)!
اللجنة ذكرتني في ما كان يقوم به أحد النواب السابقين حينما كان يضرب من قناة نائبة سابقة. فهذه المعلومات التي تسرب للاعلام قد تكون بحاجة الى وقفة ومحاسبة سياسية، ولن اقول قانونية على اعتبار ان اهل التخصص هم ادرى بسلامتها من هذه الناحية. فما المقصد من تصريح البراك بأن يبرز رجل الاعمال محمود حيدر!؟ او ما الرسالة التي يراد ايصالها بأن «النواب الذين تعرضت اسماؤهم للشبهات لم يكذبوا تلك الاخبار (أخبار الايداعات)، وانما انسحبوا من المشهد السياسي»!
معلومات وتصريحات كهذه لها بالتأكيد آثار سلبية على الشخصيات والهويات بغض النظر الآن عن سلامة موقفهم القانوني من عدمه. نعم نريد كشف الحقيقة، ونريد أن نكشف من باع ومن اشترى على حساب الوطن، لكن لجان التحقيق وظيفتها التحقق من وجود خلل ما لتوفير الارضية المناسبة لتحرك للقضاء.
أما الامر الآخر المريب في عمل اللجنة برغم أهميتها وضرورة وجودها هو انها تحمل حرصا شديدا ودقة كبيرة بالنسبة لهذا الملف وحساسية مفرطة فقط وفقط وفقط للحسابات والممتلكات لنواب المجلس السابق! طيب ماذا عن السابقين؟ لماذا فقط الدورة الماضية؟ اين النواب والوزراء ممن لفوا الملايين والعقارات في الدورات القديمة وما قبل عصر ناصر المحمد؟ أين هم من عمل اللجنة، ولماذا فقط الانتقائية في تسليط الضوء على منطقة زمنية معينة من التاريخ؟
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق