زيارة الوفد الاعلامي الكويتي الى العراق رسخت العلاقات الشعبية والرسمية بين البلدين

شكلت الزيارة التي قام بها مؤخرا الوفد الاعلامي الكويتي الى العراق خطوة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات ومثلت نقلة نوعية نحو توطيد عرى التعاون الاعلامي المساند للجهود الرامية الى ترسيخ العلاقات الشعبية والرسمية.
وحظيت الزيارة بدعم لا محدود من القيادتين الكويتية والعراقية على حد سواء الامر الذي أكده سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي ونظيره رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي لاعضاء الوفد.
ولم تكن زيارة الوفد – الذي ضم قيادات صحافية وشخصيات إعلامية وسياسية واقتصادية – وليدة اللحظة بل سبقتها زيارات ثلاث لوفود إعلامية بدأت أولاها في عام 2008.
واكتسبت زيارة الوفد الاعلامي اهمية خاصة لاسيما للشارع العراقي كونها جاءت بعد مشاركة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في قمة بغداد العربية في شهر مارس الماضي والتي اعتبرها العراقيون قيادة وشعبا منعطفا تاريخيا في تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين ورسالة حب وسلام ورغبة في تأصيل مفهوم جديد في تلك العلاقات يقوم على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
كما سبقت زيارة الوفد الاعلامي بأيام قليلة زيارة قام بها وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح لاقليم كردستان العراق والتقى خلالها الرئيس العراقي جلال الطالباني وعددا من مسؤولي الاقليم.
وجاءت زيارة الوفد الاعلامي لتشهد نجاح تلك الزيارتين وقبلهما زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت وبعدهما انعقاد اجتماع اللجنة العليا المشتركة في بغداد ولتوثق بعد هذا وذاك رغبة الحكومتين في فتح صفحة جديدة من العلاقات تكون أحرفها الاولى أمنا وأمانا للبلدين وتعايشا سلميا للشعبين الشقيقين.
وحفلت لقاءات الوفد مع الجانب العراقي بالصراحة في الحديث والمكاشفة لوضع النقاط على الحروف والتعرف على مواقع الصدع تمهيدا لرأبها وتنوعت تلك اللقاءات مابين رسمية ودينية وثقافية وإعلامية واقتصادية.
فعلى الصعيد السياسي التقى الوفد بنائب رئيس جمهورية العراق خضير الخزاعي ورئيس الوزراء المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الدكتور همام حمودي ورئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم.
وعلى الصعيد الثقافي كان للوفد لقاء مع عدد من مثقفي العراق ومفكريه وإعلاميه وبرئيس نقابة الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي فيما تمثل اللقاء الاقتصادي بالاجتماع مع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور سامي الاعرجي.
وعلى الصعيد الشعبي والديني قام الوفد بزيارة العديد من المزارات الدينية منها مرقد الإمامين الكاظمين عليهما السلام ومرقد عبدالقادر الجيلاني في بغداد وفي النجف كان للوفد لقاء مع سماحة العلامة السيد محمد سعيد الحكيم والعلامة القاضي سيد محمد بحر العلوم وزيارة الى مرقد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام اضافة الى زيارة لمرقدي الإمام الحسين بن علي وأخيه العباس عليهما السلام في كربلاء.
وأجمعت القيادة السياسية في العراق على رغبة العراق الصادقة قيادة وحكومة وشعبا في طي صفحة الماضي مع الكويت وحل كل الملفات العالقة بين البلدين الشقيقين وصولا الى بناء علاقات متميزة على جميع الصعد.
وقال نائب رئيس الجمهورية الخزاعي ان العراق جاد في طي ملفات الماضي بكل مرارتها التي تذوقتموها في الكويت سبعة اشهر وتذوقناها في العراق اكثر من 30 عاما وشربناها كؤوسا من العذاب والحرمان مؤكدا ان الشعب العراقي مقهور ومضطهد ولذلك تعلم الا يتحول الى ظالم في اشارة الى نية العراق الحقيقية للتصالح والتسامح مع جميع الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.
وأشادت القيادة العراقية وكذلك القيادات الشعبية في العراق بالدور الذي يؤديه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح معربين عن الشكر والتقدير لسموه لحضوره ومشاركته في قمة بغداد في مارس الماضي الأمر الذي اثر في نفوس كل العراقيين ايما تأثير وفي انجاح القمة.
واشارت الى ما لمسه العراق من سمو امير البلاد وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء من رغبة حقيقية لإزالة كل العقبات والعوائق التي تقف حائلا دون تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين يتمتع فيها كل منهما بسيادة كاملة ومصالح مشتركة.
وأكدت التزام العراق بكل التعهدات والالتزامات الدولية المترتبة عليه بما فيها قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالحالة بين العراق والكويت مبينة ان هذا ما نص عليه دستور العراق ووفق نظامه السياسي.
وقالت ان هناك امورا وقضايا مفروضة على العراق تحت احكام الفصل السابع لابد من الالتزام بها بغض النظر عمن يحكم البلاد ولا خيار للعراق في ذلك لان القرارات تتعلق بالبلد ولا تتعلق بالحاكم مشددة على ان التصعيد السياسي والاعلامي ليس في مصلحة اي من الطرفين.
ودعت الكويتيين الى عدم الالتفات لاي تصريحات لا تصدر عن مصادر رسمية مبينة ان هذه هي الحرية وصدور مثل هذه التصريحات لن يفسد للود قضية بل ان صفاء النية وصدق السريرة سيوصلان العراق والكويت الى مرافئ الامن والاستقرار والازدهار.
وناشدت الوفد الاعلامي الإسهام في ردم الهوة وسد الفجوة بين الشعبين الشقيقين مشددة على ضرورة تعزيز تواصل مؤسسات المجتمع المدني من البلدين بما من شأنه اختصار مسافات البعد ومحو مشاعر الجفاء وإرسال رسائل ايجابية تستهدف المزيد من الانفتاح بين البلدين والشعبين على جميع الصعد الرسمية والشعبية.
وتطرقت الى بيان قمة بغداد الذي اكد اهمية تعزيز أواصر العلاقات بين الشعوب من خلال الثقافة والادب والاعلام ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها مع التركيز على موضوع الاستثمار العربي والاعمار والجوانب الاقتصادية وفي انهاء الجسور المهمة في اقامة وتمتين العلاقات بين الدول والشعوب.
وقالت القيادة العراقية ان الكويت ستكون في المستقبل بوابة العراق تجاه العالم الخارجي الامر الذي سيؤدي الى ازدهار حركة السفر والنقل والأسواق والفنادق داخل الكويت داعية رجال الأعمال الكويتيين الى الدخول الى السوق العراقية لاسيما ان القطاع الخاص الكويتي يتمتع بقدرات عالية تقابلها فرص كثيرة جدا للاستثمار في العراق.
واعتبرت الشركات الكويتية أفضل من يفتح الباب للاستثمار العربي في العراق مبدية استعدادها لمعالجة كل العقبات لتسهيل حركة رأس المال والاستثمار.
ورحبت القيادة العراقية بفكرة تبادل التواصل الاعلامي بين الجانبين الكويتي والعراقي من خلال توزيع صحف عراقية في الكويت وكويتية في العراق وان تكون هناك خطة لتسويق العراق ونقل الواقع العراقي الى الكويت والدول الأخرى مبينة ان من شأن التعاون الاعلامي كسر الحواجز السابقة وقطع الطريق إمام من يسعون لإثارة الفتن او بقاء الأزمة بين البلدين.
وشددت على ان العراق الجديد يبحث عن علاقات ودية مع جميع دول العالم عدا اسرائيل وحسب طبيعة البعد والقرب في المصالح المشتركة مع الدول مشددة على انحيازها للشركات العربية لدخولها السوق العراقية بما يعزز العلاقة الودية مع الدول العربية.
وأكدت القيادة العراقية اتفاقها مع متطلبات الكويت على ضرورة إزالة أثار العدوان الصدامي وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وان لدى العراق رؤية في حل بعض الملفات العالقة من خلال البحث في المساحات المشتركة بين الجانبين وليس من خلال فرض أمر معين او التهرب من الالتزامات.
من جانبه نقل عضو الوفد الوزير السابق الدكتور محمد البصيري الى القيادة العراقية تحيات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حيث حمله سموه سلاما حارا لدولتكم ولحكومتكم ولشعبكم الكريم وانطباعات سموه العالية جدا والسعيدة بعد زيارة بغداد ومشاركة سموه في القمة العربية.
واكد البصيري حرص سمو امير البلاد على هذا التواصل وعلى الزيارات المتتابعة للوفود الكويتية الى العراق سواء على المستوى الرسمي او الشعبي او الاعلامي.
واضاف ان سمو الامير ابدى اهتمامه بوجود من يمثل رجال الأعمال في الوفود الكويتية التي تزور العراق مشيرا الى زيارة مرتقبة لوفد كبير من رجال الاعمال الى بغداد في شهر مايو الحالي.
واوضح ان افاق التعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين واسعة في اشارة الى ما اكده سفير دولة الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن من تنام في العلاقات الثنائية وهذا يمدنا بالامل لان يكون ذلك بارقة خير ونماء وازدهار لهذه العلاقات بين بلدين جارين يربطهما تاريخ وجغرافية لا مناص منهما.
وفي تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد ختام الزيارة اكد عضو الوفد رئيس تحرير جريدة الانباء يوسف المرزوق ان توحيد جهود الكويت والعراق الاقتصادية والتجارية من شأنه ان يجعل من البلدين قوة اقتصادية كبيرة جدا في شمال الخليج يشاد بها وبما تحققه من فائدة للبلدين الشقيقين.
وقال المرزوق ان العراق الجديد ارض خصبة للاستثمار ويحتاج الى كثير من المشاريع لينهض من كبوته لاسيما مشاريع البنى التحتية والخدماتية المقدمة مباشرة للمواطن العراقي في محافظات العراق كافة.
ودعا المستثمر الكويتي الى اقتناص الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتنموية المتاحة هناك في مجالات النفط والغاز والصناعة والزراعة والسكن والبنى التحتية والصحة والتعليم والنقل والاتصالات والكهرباء والسياحة.
ونقل المرزوق عن رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي تأكيد الاخير حرص بلاده على شراكة اقتصادية مع الكويت وتحقيق رغبة القطاعين العام والخاص الكويتي للاستثمار في العراق في جميع المجالات الاستثمارية المتاحة سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص وما يمنحه قانون الاستثمار العراقي الذي يعد من القوانين المتطورة في المنطقة من مميزات للمستثمر الاجنبي وضمانات.
بدوره اعرب منسق زيارة الوفد الاعلامي عدنان الراشد عن الشكر والتقدير للدعوة الكريمة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي للوفد لزيارة العراق مشيرا الى فخره واعتزازه باهتمام القيادة العراقية بالاعلام الكويتي والدور الذي تقدمه في توضيح الصورة وتقريب وجهات النظر.
واكد الراشد المتابعة الشخصية لسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء للرحلة ونتائجها واطلاعه على ما دار فيها ورغبة سموه في ان يكون التواصل دائما بين الجانبين.
وقال ان هذا الوفد يعد الاول الذي يزور العراق بدعوة مباشرة من رئيس الوزراء العراقي وبدعم خاص من سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي فهو مدعو من رئيس ومدعوم من رئيس.
واشاد الراشد كذلك بمتابعة وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح الشخصية لبرنامج زيارة الوفد لحظة بلحظة وبالدعم الذي قدمه سفير دولة الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن ونظيره سفير جمهورية العراق لدى الكويت الدكتور محمد حسين بحر العلوم لانجاح مهمة الوفد.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.