لَولا حَنانُكِ مَا ازْدَهَتْ أَشْعَاري
يا دُرَّةَ الصَّحْراءِ وَالأَبْحَارِ
وَلَما قَدَرْتُ على مُغالبَةِ النَّوى
وَالبُعْدِ عن أهلْي وعَنْ سُمَّاري
وَبكِ اسْتَضَاءت غُربتي فقدرَتُ أن
أحْيَا بنُوركِ في دُجى الأسْحَارِ
لَيْلُ الغَريبِ مُؤَرِّقٌ مُحْلَولِكٌ
ومُلَوِّحٌ بحُسَامِهِ البَتَّارِ
لكِنَّني وَالحُبُّ فِيكِ مُعانِقٌ
رُوحي أُقَضِّيهِ مَعَ الأَنْوارِ
وأصُوغُ شِعري في هَواكِ.. وإنني
أُهْديكِ أحْلَى الحبِّ من قِيثارِي
٭٭٭
أرضَ الكُوَيْتِ سَلِمْتِ من كَيْدِ العِدَا
وبقيتِ للسَّارينَ خيْرَ مَنَارِ
تَاريخُكِ المِعْطارُ يَرْوي قصَّةً
عن فِتْيَةٍ عَاشُوا معَ الأخطارِ
شَقُّوا عُبَابَ اليَمِّ دونَ تَهَيُّبٍ
وَعِناقُهُمْ يَحْلُو معَ التَّيَّارِ
أَسْفَارُهُمْ كَانَتْ أَحَاديثَ الوَرى
كُتِبَتْ بِكُلِّ الحُبِّ في الأَسْفارِ
لَمْ يَرهَبُوا الحيتَانَ عند هِيَاجِهَا
كَلاَّ ولا فَزِعوا منَ الإعْصارِ
فَسَلُوا المُحِيطَ يُجِبْكُمُ عن سَعْيِهِمْ
بينَ الخليجِ وبَينَ «مَا ليبَارِ»
وَإلى سَواحِل زَنْجبارَ وَ«قُوَّةٍ»
سَارتْ مَواكبُ فِتيةٍ أبْرارِ
يَسْعَوْنَ للرِِّزْق الحَلالِ وما وَنوا
كَلاَّ وما أَلْقوا عَصَا التَّسْيَارِ
فَإذا انقضى فَصْل الشِّتَاءِ فإنَّهُمْ
في الصَّيفِ قدْ غاصُوا بكُلِّ قَرارِ
بَحْثاً عَنِ الأَرْزاقِ حَيْثُ لآلِئٌ
يَحْيا بهَا شَعْبٌ عَزِيزُ الدَّارِ
٭٭٭
وَطَنِي الحَبيبَ تحيَّةً قلبيَّةً
مُزدانَةً بالحبِّ وَالإكْبَارِ
صُنّتَ الدِّيارَ من الغُزاةِ وَكَيْدِهمْ
فكتبْتَ سِفرَ المجدِ لِلأحْرَارِ
وَبَنُوكَ في الأَمْجادِ خَطُّوا عِزَّهُم
بِدِمَائِهِم والمَوْقفِ الجَبَّارِ
٭٭٭
وَطني الكويتَ رُزقتَ أغلى نِعْمَةٍ
وَحباكَ رَبَّي أطْيَبَ الأثْمَارِ
قدْ طَارَ صِيتُكَ في الدِّيارِ جَمِيعِهَا
وغَدَوْتَ نِعْمَ الحِبُّ للأمْصارِ
فَاهْنَأْ بخيراتِ الإلهِ وكنْ لَهُ
نِعْمَ الشَّكُورُ يُحِطْكَ بالأنْصَارِ
والنَّصْرُ من يَأتي بهِ مُتَدفِقاً
غَيرُ الإلهِ الواحِدِ القَهَّارِ
فاضل خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق