عبدالله خلف: بنصر بلادي جاءني طائر البشرى «2»

في ظلمات القهر والظلم، كان هناك امل وبشرى يراودان الشاعر الكبير عبدالله العتيبي.. انشد شعر البشرى دون غيره اثناء الازمة.. ولم يقلها شاعر آخر، وسط القلق والضجر كان طائر البشرى يحوم حوله ويطمئن الشعب في الداخل والخارج بالنصر المؤزر واندحار الطغاة..

بنصر بلادي جاءني البشرى
فجدّد شوقي للغنا مرة أخرى
وصارت حروفي للكويت سنابُلاً
اذا فاتها الاعصار من بعده قفرا
توغلتُ في ذاتي فأبصَرتُ «ديرتي»
فسالت دموعي فوق رملٍ عشقته
وعانقتُ ارضاً قد وهبتُ لها العمُرا
تشبثتُ فيها وهي مثلي تشبثت
فبُحنا ولم نترك بأعماقنا سرّا
٭٭٭
هنا السِّيف و«الأبوام» تتلو بصمتها
عليك وتروي عبر ألواحها سفرا
فألفيت فوق السّور أروع حكمةٍ
اذا كانت الدنيا ظلاما فكن بدرا
وكن لاصقا بالأرض مثل ترابها
فمن عافها عبدٌ وان قد بدا حُرّا
ومن لم تكن في قلبه مثل نبضه
فليس حريّاً ان تكون له قبرا
٭٭٭
بلادي بلاد طَهّر الحبُ قلبها
قما نقضتْ عهداً ولا أضمرت غدرا
رجال بنوها وهي صحراء بلقعٌ
وقد طوّفوا من أجلها البر والبحرا
بلادي حماها من قديم رجالها
وقد ركبوا من أجلها المركب الوعرا

وصارت هذه البلاد الصغيرة واحة أمن يلجأ اليها الكثير من بلاد الجوار.. حيث الأمان والعدل يخيم على الجميع:

ومن عضه عسر الزمان سعى لها
فألفى رباها للمنى واحة خضرا
وعاش بها لا يشتكي حزن غربة
وليس على أفكاره – أبداً – حجرا
بلادي مثل النجم تبدو صغيرة
ولكن بها في حالكات الدجى يُسرى
تعايش فيها الناس تحت مظلة
من العدل والإنصاف لا تعرف الجورا
بلادي وان كانت بلادا صغيرة
ولكنها بالحق قد كَبرُتْ قدرا
بلادي في كف الزمان صغيرة
وقد (يُبْتدا بالعد بالإصبع الصغرى)
بلادي بلادي كل شمس ستنطفي
إذا التمست من غير آفاقها فجرا
بلادي غيوم الخير تسعى لأفقها
وكل ربيع في ثراها له ذكرى
أكاد أراها ليلة العيد تزدهي
وكل الليالي حولها تنثر البشرى
وابصرها للعيد تغسل وجهها
بنهر ضياء سال من حولها عِطْرا
٭٭٭
وتَضْحى اراضيها حدائق للمنى
وكانت بوجه الظلم قد طرحت صبرا
كويت الكويتيين سوف ترونها
وقد فتحت آفاقها للسنا مسرى
كويت الكويتيين تمضي سفينة
وقد أصبحت كل البحار لها مجرى
واسمع (شادي) في سماها مغرداً
يُعيد (صدى التاريخ) في حلةٍ أخرى
وتملأ آفاق الكويت بيارقٌ
ستهتف مثل الناس لو ملكت ثغرا
رجعنا وقد كان الرجوع مقدراً
فليس لقلب لا يغني لنا عُذرا

هذا هو طائر البشرى الذي رآه الشاعر الكبير د. عبدالله العتيبي محلقاً ومبشراً بعودة البلاد بنصر الله ومؤازرة الاصدقاء والاشقاء ذهب الشاعر الى رحمة الله وبقيت كلماته تردد في الاعياد فتشيع البهجة والافراح.
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.