من أكبر الكذبات العربية التي أطلقتها الأنظمة العراقية المتوالية، في القرن الماضي، هي خديعة المطالبة بضم الكويت، وهذا الافتراء الذي تم دحضه تاريخيا وسياسيا وعسكريا في مواطن عديدة، لا يزال يتهاوى حتى يصبح من الهراء الذي ستنساه الأمم بإذن الله.
مجلس النواب العراقي خلال الفترة من سنة 1945 وحتى 1958، وفي اجتماعاته المتكررة، ناقش قضايا عديدة تتعلق بدولة الكويت والقضايا المشتركة بينهما، بشكل يدل دلالة واضحة لا لبس فيها على استقلال الإدارة الكويتية الكاملة في إدارة شؤونها السياسية والحدودية والتجارية والقانونية، وبمعزل تام عن اي علاقة عراقية، لا من قريب ولا من بعيد في شؤون الكويت الداخلية والخارجية، ومحاضر تلك الاجتماعات لا يمكن اعتبارها إلا شاهدا مميزا على قوة دولة الكويت وسياساتها المختلفة، رغم صغر حجمها وقلة عدد سكانها في تأثيرها بالمحيط الإقليمي والدول المجاورة لها.. وحسب الكتاب الممتع للباحث العراقي د. صبري الحمدي عن مناقشات مجلس النواب العراقي تلك الفترة (إصدار سنة 2010) فإن دولة الكويت كانت حاضرة في جلسات نقاش عديدة لدى المجلس، وبصورة تبرز فيها علاقة مودة واحترام من الساسة العراقيين، سواء النواب أو الوزراء لدولة الكويت واستقلالها التام في إدارة شؤونها.
من المواضيع التي بحثها مجلس النواب العراقي ذات الصلة بعلاقة البلدين الجمرك والتبادل التجاري، ومكافحة التهريب، وفرض ضرائب على السيارات الكويتية الزائرة للعراق، ومقارنة تطور انتاج الكويت للنفط بإنتاج العراق، والمطالبة بالتأسي في الكويت بشروط امتياز شركات التنقيب عن النفط، واسباب ارتفاع الروبية الكويتية مقابل الدينار العراقي، ومناقشة زيارة حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم للعراق والترحيب بها، وتملك الكويتيين للعقار في العراق والعكس، والهجرة المتزايدة للعراقيين للعمل في الكويت، حيث بلغ عددهم 50 ألف عامل سنة 1953، وقضية نقل المياه للكويت وقضايا اخرى مختلفة تكشف حقيقة الاستقلال الكويتي التام وتميز كيانها.
قدرنا أن نكون متجاورين مع العراق، وواجب علينا أن تسود علاقات الاحترام والتعاون وفقا لديننا الإسلامي الكريم والمواثيق الدولية. ولن ننسى في هذه الأيام أن نستذكر يوم الغزو العراقي الأسود للكويت، وأن نحمد الله سبحانه على نعمة التحرير والله الموفق.
***
• إضاءة تاريخية «لقد قال الذين زاروا الكويت إن الكويت مستقلة في إدارتها اكثر من استقلال العراق لإدارته». من محاضر مجلس النواب العراقي سنة 1951.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق