محمود حربي: الكويت في قلب مصر

احتفالات الدبلوماسيين بالأعياد الوطنية كانت عامرة، ولكن في مصر العربية كانت أكثر فاعلية، نظراً للأوضاع المعقدة التي تعيشها مصر، رغم ذلك أكدت على عمق العلاقات الكويتية – المصرية وترسخها.

تعيش الكويت هذه الأيام ذكرى الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير وهما ذكرى عزيزة على كل من يحب الكويت.

ومن التقاليد الدبلوماسية، إقامة احتفالات بهاتين المناسبتين في سفارات الكويت في الخارج، ووجدت في القاهرة خلال هذه الفترة، وتلقيت دعوة كريمة من سعادة السفير رشيد الحمد سفير دولة الكويت في القاهرة، والذي أثبت وجوداً مؤثراً وفاعلاً في مصر، رغم الظروف شديدة التعقيد التي تمر بها مصر، وسعادة السفير جمال الغنيم المندوب الدائم لدولة الكويت في جامعة الدول العربية، والذي يبذل جهوداً مضنية في العمل، نظراً لدور الكويت الفاعل في الجامعة، وكثرة الاجتماعات والزيارات واللجان الفنية في الجامعة، ومتابعته المستمرة لجميع الأنشطة.

ورغم الظروف السائدة، خصوصاً في المنطقة القريبة من ميدان التحرير، فإن الإصرار على إقامة الاحتفال ودعوة عدد كبير من الشخصيات المصرية الفاعلة، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية، كان له أثر طيب في نفوس كل الموجودين الذين تحدثوا بصراحة لوسائل الإعلام عن سعادتهم بإقامة الاحتفالات بعد توقف عامين بسبب الظروف.

حضر الاحتفال شخصيات عكست جميع الأطياف بداية من شخصيات عسكرية مصرية رفيعة المستوى ووزراء في الحكومة ووزراء سابقين وقيادات سياسية في الحكومة والمعارضة وعدد كبير من قيادات الإعلام ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وعدد كبير من الفنانين والفنانات ورجال الدين الإسلامي والدين المسيحي، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الكويت الموجودين في القاهرة والطلاب ومنتسبي الكليات العسكرية.

وقد حرصت السفارة على تنظيم معرض شامل في مدخل الاحتفال في فندق فور سيزون بجاردن سيتي تضمن أجنحة للهيئات والمؤسسات الكويتية، بالإضافة إلى معرض كبير للكتاب لجميع إصدارات المؤسسات الثقافية المختلفة، والذي ترك انطباعاً جيداً للحضور. وأكد على دور الكويت الثقافي بشكل عام، ودورها في التنمية العربية بشكل عام.

لقد كان الاحتفال مناسبة جيدة لأن يتذكر الحضور من خلال الأحاديث الجانبية العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ استضافت مصر بعثات التعليم الأولى، والحرص على دعم عمليات التنمية في الكويت، وبناء الدولة الحديثة في الكويت بمشاركة السواعد المصرية، ومواقف الكويت المشرفة في دعم الموقف المصري بداية من الوقوف مع مصر في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، والمشاركة في حرب أكتوبر المجيدة، والموقف المصري المشرف مع الكويت ضد أطماع عبدالكريم قاسم وصدام حسين.

وكان السفير الحمد محقاً في حديثة لوسائل الإعلام بقوله «إن الارتباط بين مصر والكويت يعود إلى مئات الأعوام، وإن كل خير لمصر هو خير للكويت، وإن الاستقرار سيعود إلى مصر وستتدفق الاستثمارات العربية والاجنبية لمصر بلد الأسواق الواعدة»، مشيراً إلى وجود 600 شركة كويتية تعمل في جميع مجالات الاستثمار في مصر، وأن الاستثمارات الكويتية تصل إلى ما يزيد على 20 مليار جنيه مصري، وهي ثاني مستثمر عربي في مصر بعد المملكة السعودية، مؤكداً أن الكويت تشهد نهضة غير مسبوقة في جميع المجالات تحت قيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

محمود حربي

mmharby@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.