والد الطالب المقتول: ابني رحل بطريقة مأساوية وأثق في نزاهة القضاء الإماراتي

أكد مشعل مبارك حسين، وهو والد المجني عليه مبارك، الذي قضى في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن رحيل ابنه عن الحياة بهذه الطريقة المأساوية يعتبر فجيعة له وللأسرة كلها.

وقال مشعل مبارك حسين في لقاء مع صحيفة القبس إن ابنه مبارك كان ودودا وطموحاته بلا حدود، وكان حلم حياته أن يدرس الحقوق ليصبح محاميا مشهورا ويدافع عن المظلومين، إلا أن يد الغدر امتدت إليه من أعز أصدقائه وزملائه وقطفت زهرة شبابه.

وباح مشعل بآلامه، مؤكدا انه فوجئ بوجود احد أصدقاء ابنه المقربين، وهو الشيخ يوسف حمد بدر الصباح ضمن المتهمين بقتله.

وقال: إن الشيخ يوسف معروف لأسرتنا، وكان يتردد على بيتنا برفقة أصدقائه وهو شاب محترم، لكنني لا أدري ماذا حدث، وروى مشعل مبارك أن آخر اتصال جرى بينه وبين ابنه كان قبل وفاته بأسبوع.
ونفى والد المجني عليه وجود أي خلافات أو خصومات بين ابنه وأي من أصدقائه في الكويت أو الشارقة حيث يدرس.

● بداية حدثنا عن ابنك ومسيرته الدراسية.

– ابني طالب في السنة الاولى بكلية الحقوق جامعة الشارقة، كان يتطلع الى أن يصبح محاميا مشهوراً، ولذلك أصر على دراسة الحقوق، غادر الى الإمارات في يوم 27 يناير 2013 ليبدأ دراسته الجامعية، يسكن مع أصدقائه من بينهم أصدقاء الطفولة، كان دائم الاتصال بنا، فلم يكن يمر يوم الا ونجري الاتصال به، وإن لم نفعل يقوم هو بالاطمئنان علينا.

آخر اتصال
● متى كان آخر اتصال جمع الأسرة مع المجني عليه؟

– انقطع الاتصال بين الأسرة وابني قبل معرفة خبر وفاته بأسبوع تقريباً، حيث كان يحتاج الى مصاريف دراسية للجامعة، وقمت بتحويل مبلغ مالي له عن طريق الصرافة على حساب الجامعة، لكنه اتصل وأبلغني بعدم وصول الحوالة، ذهبت الى مكتب الصرافة وأكدوا لي أن المبلغ وضع بالحساب المراد التحويل اليه، وهو حساب الجامعة، وقمنا بالاتصال به وأكد لنا مرة أخرى عدم وصول المبلغ، مما جعلني أقوم بتحويل مبلغ آخر له الى الحساب نفسه، وبعد يومين قمنا بالاتصال بالجامعة فأبلغتنا بأن المبلغ قد وصل كاملاً ويمكن أن يحصل (ابني مبارك) على المبلغ في أي وقت يريد، أبلغته بذلك ولم أعلم ما إذا قام بتسلم المبلغ من الجامعة أم لا، ومنذ ذلك الوقت انقطع الاتصال.

الهاتف مغلق
● ماذا حدث بعد ذلك؟
– اتصلنا معه مرارا وتكرارا في جميع الاوقات صباحا ومساء، وجدنا جواله مغلقاً، توقعنا أنه يمتلك رقم جوال آخر، فقامت والدته بالاتصال بصديقه الذي يدرس معه في الجامعة وأبلغناه، لكنه لم يعاود الاتصال بنا ليطمئنا عليه، بعد ذلك بايام وجدنا خبرا تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عن وفاة مواطن يدعى مبارك مشعل العدواني بعد وجود آثار تعذيب، لم أتخيل أنه ابني لوجود اسم «العدواني»، حيث أن ابني يدعى «مبارك مشعل مبارك»، لكن أخي أبلغني بأن المواصفات التي يتم تداولها تنطبق على ولدنا.

● ماذا فعلت للتأكد من وفاة مبارك؟

– لم نستمع الى أحد، وقام أخي بالسفر الى الإمارات ليتأكد إذا ما كان ابننا المتوفى أم لا، وبعد أن رأى أخي الجثة تعرف عليها وأبلغني أنه ابني وقام بإبلاغي هاتفياً، وحدثت الفاجعة فلم أصدق أن فلذة كبدي لن أراه مرة أخرى، والأصعب من ذلك موته بتلك الطريقة.

لا خصومات
● هل كان هناك خلاف بين المجني عليه وأي من أصدقائه؟

– لم يكن هناك أي خلاف بين ابني وأي شخص آخر، وهذا ما يؤلمني، وأتساءل: لماذا توفي ابني بهذه الطريقة ومن المسؤول عن ذلك؟ وما احزنني كثيرا أيضا أن أحد أصدقائه المقربين منه ضمن المتهمين بقتله، وهو «الشيخ» يوسف حمد بدر الصباح، فهو صديق لابني منذ الطفولة حتى وصولهما للجامعة سوياً، وكان ابني يحبه كثيراً والأسرة تعرفه جيداً، أحسبه على خلق، وكان دائم الخروج مع ابني وملازمه في معظم الأوقات، لكني لم أعلم ماذا حدث بينهما هناك.

دور «الخارجية»
● ما دور وزارة الخارجية والسفارة الكويتية في الإمارارت؟

– «سلامة عمرك»، بكل أسف لم يكن لهم أي دور يذكر، فهم «نايمين» ولم يقوموا باي تحركات واضحة تجاه القضية، فلولا وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ومن ثم سفر أخي ليتأكد، ما علمنا بوفاة ابننا، فمن المسؤول عن ابنائنا في الخارج؟!

السفارة قالت لا خبر لدينا!

قال والد المجني عليه: لقد أبلغني أخي عن طريق الهاتف أنه ذهب فور وصوله الى الإمارات الى السفارة الكويتية هناك، واخذ يستفسر منهم على ما حدث، فأبلغوه بأن ليس لديهم أي خبر عن القضية، حيث انهم في عطلة الأعياد الوطنية، وأندهش واتساءل: كيف لا يكون لديهم علم بتلك المصيبة فأين الملحق الثقافي وأين الخارجية؟.

نقل مبارك للمستشفى

سألنا والد المجني عليه: كيف نقل المجني عليه الى المستشفى بالشارقة؟ فأجاب:
علمت من اخي أن بعض أصدقائه من الطلبة الذين يدرسون معه هم الذين نقلوه الى المستشفى، واود أن أشير الى اتحاد الطلبة بالإمارات، صاحب الدور الأكبر والبارز في القضية وكشف ملابساتها، فهم لم يفارقوا أخي منذ سفره، ويقومون بمساعدته في جميع الإجراءات، وهم الذين أكدوا وجود آثار ضرب ووجود شبهة جنائية.

لماذا عذبوا فلذة كبدي؟

قال والد المجني عليه: سمعت عن طريق وسائل الإعلام ان ابني مبارك عُذب حتى الموت، لكن أخي لم يبلغني بذلك، وعندما سألته قال لي «هو مات الله يرحمه»، واعتقد انه لم يقم بإبلاغي بأي تفاصيل خوفاً على مشاعري.
وابدى استغرابه من اقدام الشباب على تعذيب ابنه متسائلا: لماذا عذبوا فلذة كبدي؟.

ثقة

قال والد المجني عليه إنني أثق بنزاهة السلطات الأمنية والقضائية الإماراتية.
وأضاف: وصلني أن حاكم الشارقة، قال ان الجريمة طالما وقعت على اراضينا فالقضية والحكم سيكونان في الإمارات.

1 Comment

  1. الله يرحمه ويغفر له ويصبر ذويه بهذه الفاجعة وأدعوا الله بأن ينالوا القصاص ولا شيء غيره وليكونوا عبرة لغيرهم وأن لا يقبل أهله أي وساطة أو نقاش في هذا الأمر لان مثل هذا الجرم لا يقبل التنازل عنه بأي حال من الاحوال ولينال الظالمين عقابهم.

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.