كشفت دراسة علمية جديدة بشأن سوء استعمال شبكات التواصل الاجتماعي عن أن من يتغطرس ويضايق أحد الأشخاص عبر الانترنت يكون غالباً إنسانا يعرفهم عن قرب ! فوفق الدراسة المثيرة حول طبيعة العلاقات الشخصية التي تتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي توصل باحثون من جامعتي “بنسيلفينيا” الحكومية و”كاليفورنيا” أن من يمارسون المضايقات الالكترونية يكونون غالباً من الأصدقاء أو المعارف السابقين حيث يملكون القدرة أكثر من الآخرين على مضايقة معارفهم أو أصدقائهم السابقين بسبب معرفتهم بأوضاعهم الشخصية. وقال الباحثان ديان فيلملي وروبرت فاريس: أن المضايقات الالكترونية تأخذ شكل نشر صور مهينة أو إذاعة أخبار كاذبة أو بث إشاعات مغرضة ضد الضحايا بقصد إزدرائهم والإنقاص من وضعهم الاجتماعي (المصدر- “يوريكا” 19-1-2013).
ولعل المثير في الدراسة الجديدة بشأن سوء إستخدام شبكات التواصل الاجتماعي هو كشفها عن مدى الضررالذي يقع على ضحية الاستغلال والمضايقات الالكترونية. فهدف من يسيء إستعمال “تويتر” و”فيس بوك” وغيرهما من ادوات التواصل الاجتماعي هو تشويه سمعة الضحية عن طريق إطلاق الاشاعات ضدهم وربما كشف أسرار حصل عليها الاصدقاء السابقون حينما كانوا أصدقاءً صادقين للضحية-إذا أردتم! بل ولعل إنتشار ظاهرة سوء إستعمال شبكات التواصل الاجتماعي يحتم على الحكومات المعاصرة وضع قوانين صارمة تحمي خصوصيات الناس وتكافح تشويه السمعة وفبركة الاتهامات ضد الأفراد.
على سبيل المثال, ربطت دراسات عدة حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية لضحايا الاستغلال والاعتداءات الالكترونية بين زيادة نسبة القلق النفسي وبين الإستعمال السيئ لشبكات التواصل. فمن يقع مثلاً ضحية لحملة تشويه “تويترية” لا بد له من أن يشعر بالقلق النفسي حيث يضعف لديه الإحساس بالأمان جراء عدم وجود آليات قانونية مناسبة تكافح خطاب الكراهية عبر الانترنت. ومن هذا المنطلق, فإقرار الحكومة ومجلس الأمة لقوانين النشر الالكتروني سوف ينظم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بهدف حماية خصوصية الأفراد والحفاظ على حرياتهم الشخصية ومكافحة الإرهاب والترهيب الالكتروني والذي يمارسه حالياً بعض مرضى القلوب ضد ضحاياهم. فالبعض يبدو انه لا يزال يستعمل شبكات التواصل الاجتماعي ليس لتقوية التعاضد الاجتماعي أو لنشر المعرفة والتوعية بين الناس, بل لتصفية الحسابات السابقة. فلعل وعسى.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق