انطوى اسبوع الاعياد على ذاته استمتع فيه مَنْ استمتع وهرب منه من هرب.
لكن جوانحي تختزن تهنئة من اعماق القلب لكل من يتنفس هواء الكويت على ارضها وخاصة لمن تستذكرهم – دوما – الصديقة الدكتورة دلال الزبن ممن سُحبت الارض من تحت اقدامهم في خميس مظلم 1990/8/2.
كم اتمنى ان اعبر لهم عن تهنئتي من رأس الحاكم حتى اقدام المحكوم لأن مرارة الفقد مازالت تختبئ تحت اللسان تظهر كلما واجهتها سلبية من سلبيات السلوك العام رسميا كان او شعبيا.
لكن الايام وتعاقبها بساعاتها ودقائقها وثوانيها وبهذه السرعة كفيلة بمحو المزيد من الآلام على وطن نشهد تعثره وهو يحاول جاهدا ان يصعد سلم الرقي والتقدم والحداثة.
ولكن يظل الامل اقوى من الالم ان استطعنا ككتلة واحدة لا فرق بين بدوي وحضري ولا شيعي وسني ولا مسيحي ومسلم ولا غني وفقير ولا حتى مواطن ومقيم ان نتعاون في صناعة (المواطن) الصالح فان الوطن سوف يصلح تلقائيا لان الوطن اصلا ما هو الا نسيج يصنعه مواطنوه – صناعة محلية -.
لقد كانت اياما من الاعياد، لكن الزمان يأبى إلا ان يحيطها ببعض من المنغصات والتي وجدت فيها قطرات من المرّ في جرّة العسل.
اولها الفرحة المؤلمة: وهي تلك التي رسمتها بحنكة الوزيرة ذكرى الرشيدي بالتنسيق مع الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء عبدالله الراشد لاكتشاف شبكة متورطة بالرشوة والتزوير واستغلال المنصب الحكومي بالضحك على ذقون المحتاجين من الاخوة العرب وتسجيلهم في عشر من الشركات الوهمية ملحقا بذلك – كما هو متوقع – تسريحهم في الشارع بحثا عن اللقمة.
لكن المرارة تكمن في الخوف بان هذا الاكتشاف قد يتوقف عند هذه المحطة لو اعترض احد المتنفذين او المستفيدين من الكبار الكبار عندها لن تكون مجرد قطرة في العسل بل سوف يصبح كل العسل ملوثا وخاصة لو قربت الوزيرة النشطة مما يسمى (عش الدبابير) (جليب الشيوخ) هذه المنطقة التي اصبحت بؤرة فساد وافساد وبؤرة تجريم واجرام يخيم عليها الوباء شكلا وموضوعا حين تنتحر الاخلاق على اعتابها.
ثانيها صرف رواتب المعلمين بما في ذلك الاجازة واستثناء (البدون) بحجة اقبح من الذنب…
هو خزي ما بعده خزي ان يخصم على الاخوة البدون حقهم في الاجازة بحجة تسجيلهم على نظام الراتب المقطوع بما يشبه المكافأة.. وهكذا يتحول العيب الى عار وهو يلحق بمن كتب القرار اصلا وهنا – وكمواطن – اسأل بأي عين اجبرت الوزارة المعلم البدون بالرضا بهذا الشرط؟؟ فكيف تنظر لنفسها اليوم وهي تكسر ظهر انسان آدمي هي تحتاجه لقبول هذا الظلم.
ثالثها طلب وزير الصحة بجهازه دراسة امكانية تخصيص العيادات الصباحية للكويتيين والمسائية لغيرهم وكم تمنيت ان يلحق بذلك على الا يغلق الباب امام الغير في اي فترة – كما هو سائر في مستشفى الرازي مثلا او تنشأ مواقع طوارئ في كل بقعة 24 ساعة.
نحمد الله يا دكتور على اننا شعب يكره التمييز فنرجوكم الا تحقنوا وطننا الجميل بهذا (الفيروس) كما اسمته صحيفة (القبس)!!!
يبقى معي توصية او امل وبمناسبة اعيادنا الوطنية لوزرائنا المحترمين وهو ان يعمل وزراؤنا كتلة لا أفراداً فمهما اختلفت التخصصات يبقى العقل واحداً والآمال موحدة والوطن واحداً والمسؤولية واحدة لا تتجزأ.
كوّنوا فريقكم ولا تجعلوا كل واحد منكم يغني على ليلاه!!!
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق