مجلس الأمة الجديد، عجيب، غريب، يسير بغير هدى، يتخبط، يحاول اللحاق لعله يسجل انجازا واحدا يُحسب له، فترى تصريحات نوابه وقد تصدرت الصحف، كلٌ منهم يدلي بدلوه في قضايا الساعة، معلنا عن رأي متسرع، دون تبصر أو تأن، لعله يقطف الثمار يانعة، أن تتأخر قليلا في حل قضية شائكة ومهمة، بوضع دراسة نافعة وناجعة، يكون لها الأثر الإيجابي على المجتمع، خير من سلق دارسة عالطاير، وتكون عاقبتها وخيمة، والاستفادة منها محدودة، كقضية القروض، التي يريد لها البعض من النواب أن تمر بسرعة البرق، وهو يعلم علم اليقين أن الرؤية التي يتبناها المجلس غير عادلة، وفيها ظلم وتجن، فمن غير المقبول ولا المعقول، أن يقتصر حل القضية على أعوام بعينها، دون النظر لها من جميع الجوانب، فالمتضررون لا يريدون صدقة ولا حسنة من أحد، وإنما يريدون حلا صادقا، وجادا، لمعاناتهم التي شبعت بحثا ودراسات، دون أن يروا شيئا مبشرا في الأفق!
* * *
الواقع يقول ان مجلس الأمة الحالي كسابقيه، لن ينجز ما يصبو إليه ناخبوه، فالكتاب باين من عنوانه كما يقال، كم هائل من القضايا على طاولة هذا المجلس، ومنها على سبيل المثال، القضية الإسكانية التي تعاني من سطوة تجار الأراضي، ومن كثرة التصريحات الحكومية الفارغة!
لم نرَ تفاعلا مع هذه الأزمة التي عمت الجميع، أضف إليها قضية الـ1500عائلة كويتية، من دون مأوى، وهم الذين باعوا بيوتهم قبل عقد من الزمان وأكثر لظروف قاهرة، ولم يتاجروا بالعقار كغيرهم، وباتوا يسكنون بالإيجار دون أن يقيدوا في الإسكان، أو ينالوا بدلا للإيجار، وهذا ما جعلهم يئنون من وطأة الغلاء الفاحش في أسعار العقارات بيعا وشراء وتأجيرا، وعجزهم عن مجاراة هذا الصعود الصاروخي للأسعار، دون أن يجدوا حلا من الحكومة التي تركت الأمور فالتة، ودون معالجة شاملة، أو حتى حل جزئي موقت، يخفف من معاناتهم القاسية!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق