اثنا عشر إيرانياً وبرفقتهم أفغاني تسللوا على قارب إلى المياه الإقليمية، فتصدى لهم رجال خفر السواحل، وألقوا القبض عليهم واقتادوهم إلى مبنى الإدارة، وتم احتجازهم في النظارة، تمهيداً للتحقيق معهم، ولكن غافل المحتجزون عناصر الأمن المكلفين بحراستهم، وتمكنوا من الهروب (القبس 2013/2/27).
لا أتخيل، كيف تجرأ الإيرانيون على تنفيذ فكرة التسلل للكويت بحراً هذه الأيام والمناورات البحرية الخليجية منعقدة في أوجها في مياه الكويت وجزيرة فيلكا، والأعجب من ذلك أن يتمكن المتسللون من الهرب بعد أن قبض عليهم وتم احتجازهم في مبنى خفر السواحل؟ ولا أدري، ماذا تعني جملة «غافل المحتجزون أفراد الأمن وهربوا»؟ فلو هرب واحد أو اثنان لقلنا تصير في أحسن العوائل، ولكن أن يهرب منتخب كامل من إدارة فائقة الحساسية بحجم خفر السواحل، فهذا نوع من الإهمال لا يمكن تخيله في أسوأ الظروف.
لندع هذه الحادثة التي كشفها الإعلام، وجعل وزارة الداخلية وقطاعاتها المعنية في وجه المدفع، ولنتفكر قليلاً، إذا كان هذا نوع الأداء الأمني لدى خفر السواحل، فلنتساءل: كم حادثاً وقع لديهم من هذا النوع بهروب واحد واثنين وثلاثة دون الكشف عنه؟ أو لنسأل بشكل آخر، كم متسللاً إيرانياً استطاع الدخول إلى الكويت خلال السنوات الماضية، دون أن تكتشفه الأجهزة المسؤولة مثل ربع خفر السواحل؟
ما مشكلة خفر السواحل؟ هل لديهم نقص في المعدات؟ هل يحتاجون إلى زيادة الآليات البحرية؟ أو ربما يحتاجون إلى تعيين ضباط وأفراد أكثر للقيام بالواجبات الأمنية بشكلها الأمثل؟ طبعاً، لا أظن أن لدى خفر السواحل أي نواقص في المعدات والأفراد والإمكانات المادية، كما أن دورات ضباط البحرية تعقد سنوياً في أرقى الكليات العسكرية في العالم في أستراليا وأوروبا وأميركا، فماذا ينقصهم إذاً ليقوموا بواجباتهم بالصورة التي يطمئن إليها أهل الديرة بأن من يحرسهم جهاز أمني على درجة عالية من الكفاءة والأمانة والاستعداد.
فرض علينا فساد في البلدية، وفوضى في الكهرباء، ولعب في الشؤون، وتقصير في مواقع عدة في أجهزة الدولة، وبلعناها مكرهين، ونحاول إصلاح ما استطعنا منها، ولكن أن يصل العبث والاستهتار إلى الأجهزة الأمنية الحساسة، مثل خفر السواحل، فعلمونا شنو الشي الصحيح، اللي يمشى في الديرة؟ والله الموفق.
***
• إضاءة تاريخية : 1954 أنشئت قوة خفر السواحل لمنع دخول المتسللين عبر البحر، وبدأت بلنج واحد مصنوع من الخشب وسمي «مرزوق».
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق