سامي خليفة: ماذا بعد اكتمال المشهد

بعد أن حصدت الحكومة أغلبية «فزّاعة» لها في تأجيل الاستجوابات إلى دور الانعقاد القادم وكسر هيبة المجلس وشوكته، وبعد أن أصبحت قبة عبدالله السالم موقعا لمناورات رخيصة يقودها من تدور حولهم الكثير من الشبهات، بات واضحاً حجم السيطرة شبه الكاملة على إرادة هذا المجلس مصداقاً لمقولة النائب مبارك النجادة «مجلسنا أصبح في جيب الحكومة»!
أحسب أن الصورة قد اكتملت اليوم في انقسام الساحة إلى حكومة لا تملك مقومة الإنجاز والعمل الوطني النظيف، تدعمها مجموعة من الموالين الذين لا إرادة لهم تماما في مقابل إرادة الحكومة، ومعارضة إقصائية إلغائية مليئة بالشوائب المكروهة في خطابها والمشبوهة في نواياها. وبين هذا وذاك ظهرت كتل وشخصيات يميل بعضها إلى المعارضة كالمنبر والتحالف الوطني والتجار وغيرهم ممن لم يعودوا يستسيغون طريقة سير المعارضة من جانب، وبين كتل وشخصيات يميل بعضها إلى الموالاة كالتحالف الإسلامي والتجمع السلفي والعدالة والسلام والتجار وغيرهم ممن لم يعودوا قادرين على إيقاف حجم الانحراف الذي وصلت
إليه الحكومة اليوم!
لذا أجد من المهم اليوم أن تبادر القوى السياسية غير المقتنعة بمسار كتلة الإقصاء في المعارضة وكتلة الردح في الموالاة، إلى بلورة خط ثالث يشكل المعارضة السياسية الشعبية الحقيقية الراشدة ذات الامتداد التاريخي الأصيل، وليس تلك المعارضة ذات الطفرة الطارئة. وما سمعناه من الدكتور أحمد الخطيب وصالح الملا ورياض العدساني وغيرهم مؤخرا في نقدهم اللاذع لهوية وخطاب ومسار المعارضة، وهم من المحسوبين عليها، وما سمعناه أيضا من سيد عدنان عبدالصمد وعلي العمير ويعقوب الصانع وصالح عاشور وغيرهم في نقدهم اللاذع لهوية وخطاب ومسار الموالاة وهم من المحسوبين عليها، يجعلنا نجد نقطة التقاء مهمة بينهما لا بد من العمل على تأصيلها وبلورتها أكثر لصالح جبهة إنقاذ وطنية جديدة.
نعم.. فالساحة السياسية اليوم تنتظر ولادة جبهة إنقاذ وطنية تساهم في تقويم مسار المعارضة وتنقيتها من الشوائب الدخيلة وترشيدها قدر المستطاع وعقلنتها من جانب، وتعمل على بناء جسر مع النظام السياسي لبلورة آلية عمل جديدة وذوق مطلبي جديد يثمران لنا حكومة أكثر رشداً وأكبر قدرة وأقل مكرا من هذه الحكومة التي تقود المجلسين اليوم إلى المجهول من جانب آخر.
فالفرص تمر مر السحاب، وكم نتمنى من الأخوة العقلاء في القوى السياسية الراشدة أن تكون على قدر المسؤولية وتقرأ المشهد بدقة أكثر بعد أن اكتملت الصورة وبانت عورات الحكومة والمعارضة معاً ولم يعد هناك شك في أن كليهما يجر البلاد نحو الهاوية، وبالتالي لا بد من جبهة إنقاذ تتشكل لحماية مقدرات البلاد ومصالح العباد ومستقبل أجيالنا القادمة.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.