بعد أربع سنوات من اجرائها عملية bypass، أو تحويل المسار من أجل فقد الوزن الزائد عندها بدأت الأعراض الجانبية لتلك العملية الجراحية بالظهور، فانتشرت القروح والالتهابات في ساقيها، وصار الماء ينز منها طول الوقت، وضعفت حركتها جدا، وأصبح المشي وصعود درجتي سلم يتطلب جهودا مضاعفة، ومساعدة من أحد.
راجعت عدة أطباء ولم يستطع أحد منهم ان يشخص حالتها أو مرضها، ما جعلها تلجأ لرجال الدين للقراءة عليها ومباشرتها بالرقى على اعتبار ان ما تعانيه نوع من الحسد، وأيضا لم تشف مما تعانيه، وتبقى في معاناتها المستمرة.
تأتي صدفة من تلك الصدف السعيدة التي لا يحسب لها الانسان حسابا، وتنقذ حياتها التي أصبحت على شفا حفرة من النهاية.في جلسة تضم بعض أبناء الأسرة والأصدقاء يسمع عن حكايتها ومعاناتها طبيب جراح ينتمي لنفس العائلة، وكان يعيش في الكويت، وأنهى دراسته فيها، ثم تخصص بالطب والجراحة، وصار يعمل ما بين الكويت والمملكة، وطلب رؤيتها لسبق تعامله مع نفس الحالة.
كانت الخطوة الأولى التي أمر بها الدكتور هي عمل ما يلزم من تحاليل ذهب أحدها لألمانيا، وعاد بنتيجة توضح ان نسبة البروتين في جسمها تكاد تكون معدومة، كما أنها تحتاج الى جراحة عكسية لما أجرته في السابق، ولا يمكن ان يتم ذلك الا بعد رفع نسبة البروتين في الجسم الى حد يجعل العملية الجراحية آمنة الى حد ما.
خضعت لمدة ثلاثة أسابيع لجرعات بروتينية خاصة تم تركيبها من قبل المستشفى، وكان ذلك يتطلب الرقاد في المستشفى لمدة يومين في كل جرعة، بعد ان أصبحت مستعدة للعملية الصعبة قام الدكتور باجرائها واستمرت 6 ساعات، وتطلبت تفكيك الالتصاقات في الأمعاء الدقيقة، الى جانب تطويلها، وبدلا من تركها بطول 75 سم فقط، فقد أعادها لتكون أقرب الى طولها السابق ليصبح 4 أمتار.
بعد تلك العملية الخطرة انتفخ جسمها كالبالون، وكأن كل خليه فيه قد شربت من الماء الى حد التخمة.
ظل الدكتور مرابطا في المستشفى طول الوقت، لا يكاد يخرج منه، للاطمئنان على حالتها، وتطلّب الأمر امدادها بجرعات أخرى من البروتين الخاص المركب عن طريق احداث فتحة في الرقبة من أجل تغذيتها لرفضها تناول الطعام.
بقيت تحت الملاحظة والعلاج لمدة ثلاثة أسابيع الى ان تعدت مرحلة الخطر، وأصبح بامكانها العودة للمنزل، واكمال علاجها عبر التردد على المستشفى، أما الشفاء الكامل فسيتطلب منها ثلاثة أشهر حسب ما قال لها الطبيب.
أكتب هذا الموضوع بناء على طلبها كتحذير منها لمن يرغب في خوض تلك التجربة المؤلمة، والخطيرة، فلا داعي للّجوء للجراحة من أجل فقد الوزن، وهناك من الطرق ما هو أسلم وآمن من ذلك.
رسولنا الكريم يقول: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه»، وجميعنا نعرف قضية الثلث من المعدة للطعام، والثلث للماء، والثلث للهواء، فلو اتبعنا ذلك ودمجنا معه المشي اليومي، والنشاط البدني والرياضي، فلن نضطر الى القاء أنفسنا في التهلكة، والعبث بما خلقنا الله عليه!
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق