عبدالمحسن جمال: كلمة في حق المغردين الشباب

تكرار البراءة للشباب المغرد على موقع «تويتر» تتطلب التريث من «الجهات المعنية» قبل توجيه الاتهام لهؤلاء الشباب، خاصة ان القضاء الكويتي برأ هؤلاء الشباب الواحد تلو الآخر، مستندا إلى انه لم يطمئن لادلة الاثبات بادانة المتهمين.

لعل ذلك يتطلب ان تعتمد «الجهات المعنية» على اناس ذوي خبرة قانونية عالية، كي لا يتهموا الشباب بامور لا تمت إلى الواقع بصلة.

ففي الكويت تقوم العلاقة بين الشعب والسلطة على الاحترام المتبادل والتقدير الكبير، وليس من السهل ان يتم اتهام الشباب بتهم لم نتعود عليها نحن في الكويت.

وينبغي قبل احالة هؤلاء الشباب الى النيابة العامة، ومن ثم الى القضاء، الحوار معهم حول ما يكتبونه في حساب «تويتر»، وألا يُعتمد في اتهامهم على «الظن» أو «الفهم الناقص».

ومن خلال هذا الحوار، الذي يجب ان يقوم به محققون على مستوى وظيفي عال، وفهم لعقلية شباب القرن الواحد والعشرين، وما وفرته التكنولوجيا الحديثة من حرية كتابة وتعبير وغزارة اللغة العربية ومرادفاتها.

في الكويت ننظر كلنا الى المقام السامي لصاحب السمو كوالد للجميع ورمز للدولة، وبالتالي فإن اي اتهام لا ينبغي ان يوجه الى الشباب بهذه الطريقة السهلة، فكثير من العبارات تعتبر «حمالة أوجه»، ولها أكثر من تفسير.

ولا ينبغي فورا الذهاب إلى التفسيرات السلبية، بل لابد من محاورة الشباب حولها وحول مداها القانوني والدستوري، وستجد كثيرا من هؤلاء الشباب، ان لم اقل كلهم، سيتجهون الى الرأي الوطني والدستوري، وليس الى الاحتمالات السلبية الاخرى.

ولعل تعدد أحكام البراءة، التي يأخذها الشباب من القضاء الكويتي، خير دليل كي نتريث من اتهامهم من دون الاستناد الى ادلة ثابتة، وكي لا نخلق انطباعا غير حقيقي لدى الرأي العام، خاصة ان الكويت وشعبها كله له مواقف رائدة في الدفاع عن الوطن والدستور وقيادته الشرعية منذ تأسست البلاد إلى يومنا الحالي، والى ما شاء الله، فالكلمة الطيبة صدقة، وما دخل اللين شيئا، كما في الحديث، الا زانه.

د. عبدالمحسن يوسف جمال

ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.