المشيئة والأخذ بالأسباب قد يغيران من واقع الإنسان فتستجد في حياته أمور لم يكن يسعى إليها أو يتوقعها، أقول ذلك وأنا استذكر حادثة وقعت لي قبل خمسة عشر عاماً مع الأخ النائب نبيل الفضل، فقد كتبت حينها استراحة الخميس في جريدة «الوطن» الغراء وخصصت احدى الفقرات للعزيز بو براك مفترضاً انه اصبح وزير دولة لشؤون مجلس الأمة ومتسائلاً كيف سيتعامل مع العقليات المتفاوتة والتيارات المختلفة في مجلس الأمة الذي يجب ان يوفق بينه وبين الحكومة، وكيف سيسعى بعض النواب الى استجوابه تحت العديد من الذرائع؟! حينها قال الفضل معاتباً عتب المحب (أحرجتني بهذا الافتراض فأنا لا أسعى الى ان أكون زيرا).
اليوم وبعد خمسة عشر عاماً على ذلك العتاب اصبح الفضل نائباً في البرلمان ومشرعاً للأمة ومراقباً لأداء الوزراء، لم تدعمه قبيلة ولم يسانده تيار ولم تصطف من خلفه طائفة فكيف تحقق له ذلك سواء في انتخابات الأصوات الأربعة او في انتخابات الصوت الواحد؟! في الوقت الذي لم يتمكن فيه بعض المنظرين والرادحين والكذابين والمستميتين على الكرسي الأخضر من الوصول اليه!.. كيف يتحقق هذا الأمر للزاهد فيه ويستعصي على من تدعمه قبائل وتيارات وطوائف وبعض أركان السلطة؟.. كيف استطاع أن يقنع ناخبيه في ظل صراع محتدم تتعدد فيه أوجه الطرح وتختلف فيه وجهات النظر بين المرشحين؟.. فهل وجد الناخبون في الدائرة الثالثة فيما يطرحه الفضل ويتبناه مصداقية دفعتهم الى انتخابه مرتين؟.. وهل اكتشف الناخبون في الدوائر الأخرى كذب بعض الطامحين الذين دأبوا على خداعهم فأحجموا عن انتخابهم في أكثر من دورة انتخابية؟.. هل أصبح للمصداقية والشفافية والوضوح دور في اختيار الناخب لمن يمثله؟.. لن أتطرق الى الاجابة عن هذا السؤال وسأتركها لبعض المغرر بهم واللاهثين خلف السراب لعل التفكير في هذا الأمر البالغ الأهمية يزيل الغشاوة عن الأعين فتتم المقارنة بعدل وانصاف لتتضح الحقيقة.
٭٭٭
بعث لي أحد الزملاء هذه الرسالة طالباً نشرها دون تصرف:
(لا أحد يعلم السر في عشق السلطة لخصومها، وهيامها بهم، ومراعاتها لمشاعرهم، وسرعة استجابتها لطلباتهم، وغض الطرف عن اساءاتهم، في الوقت الذي يعاني فيه رجالها والمحسوبون عليها الأمرين، فلا توجيب ولا استجابة، ولا نفعة ولا فزعة، ولا تقدير ولا مراعاة، وهو الأمر الذي سيدفع الكثيرين منهم الى التخلي عنها دون ندم، والتوجه الى الضفة الأخرى على استحياء، مرددين – نار المعارضة ولا سراب جنة السلطة -)!.
تعليق على الرسالة: اسمع يالحبيب، والله لو تصيح منيه الى بكره ما يمك احد، الربع يحبون الصوت العالي؟.
نقطة شديدة الوضوح:
يقف النائب الفاضل الدكتور علي العمير كالطود الأشم في وجه حملات الطعن والتشكيك، وهذا ما عهدناه في ابي عاصم، علماً وفضلاً وخلقاً كريماً، على خلاف من لا يعرف أدب الحوار ورقي الاختلاف، وليس في جعبته سوى الكذب والشتائم والبذاءة، فهل يعتبر مثل هؤلاء أنداداً لأبي عاصم؟ بالطبع لا.
مفرج البرجس الدوسري
maldosery@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق