مشكلة التيارات السياسية المعارضة الرئيسية انها ترتكب ذات أخطاء الحكومة وكأنها تستنسخ الأخطاء الحكومية التي طالما هاجمتها المعارضة وهاجمناها معها، فكما ان الحكومة تقوم بتعيين أغلب القياديين وفق مبدأ المحاصصة والأكثر ولاء كذلك تفعل التيارات السياسية المعارضة اليوم، وكأنما أقصى يسار المعارضة وآخر يمين الحكومة يقولان لنا، لا مكان للأكفأ بيننا، ولتذهب الكفاءات إلى الجحيم، لذا وباختصار شديد جدا، وبكل بساطة لن تنجح الحكومة ولن تنجح المعارضة ما دامت مقاييسهما تبنى على اختيار الأكثر ولاء وليس على الأكثر كفاءة.
المسألة في الطرفين مبنية على الأكثر ولاء والأكثر عمى فيما يتعلق بمسائل الطاعة.
لا يا سادة، لا يا حكومة، لا يا معارضة، ما هكذا تبنى الأوطان ولا هكذا تدار البلدان، وما هكذا تتحرك المجاميع المعارضة، مبدأ اختيار الأكثر ولاء لا يقوم به إلا من لا يقيم وزنا لمصلحة بلده.
المعارضة وان كنا نتفق معها في اغلب ما تذهب إليه من أهداف، إلا أن أسلوبها وفي اختيارات البعض هو ما نرفضه، المعارضة لديها فرصة تاريخية لأن تعيد ترتيب أوراقها بشكل جذري ولكنها فوتت تلك الفرصة وأعلنت بعض اختياراتها وفق مبدأ الأكثر ولاء، وتم إقصاء أو تهميش أو لنقل إبعاد أشخاص من الحراك الشبابي فقط لأنهم معارضون يتمتعون بهامش كبير من الاستقلالية الذاتية، ولأنهم يناقشون ويعترضون فقد تم إهمالهم واستبدالهم بأشخاص اقل كفاءة منهم.
الآن وبمثل هذا التصرف قولوا لي فيم يختلف أسلوب التيارات السياسية المعارضة عن أسلوب للحكومة؟ لذا ستفشل المعارضة، وهو أمر لا أتمناه ولا احد يتمناه وتدعو له أبواق السلطة ومزامير النافذين.
المعارضة عليها أن تعيد ترتيب أوراقها وان تثبت للشارع أنها أكثر ديموقراطية.
المعارضة عليها أن تبادر من نفسها لتجديد الدماء وان تدفع بجذوة شباب الحراك إلى المقدمة وألا تكتفي بأشخاص وتضعهم في المقدمة فقط لأنهم أكثر ولاء لرموز المعارضة من غيرهم.
هذا الفعل سيقطع الطريق على من يتمنى أن تتفكك المعارضة وسيعيد لها وهجا زيادة على وهجها الحالي وسيمنحها شرعية شعبية اكبر وأوسع مساحة مما تمتلك اليوم.
توضيح الواضح: عندما تستخدم الغطاء الديني لمهاجمة خصومك السياسيين، هذا يعني انك لا تملك شيئا على ارض الواقع ولم تنجز شيئا تقنع به الناس.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق