مبارك الهاجري: الحريات العاقلة والمنفلتة

الحريات المعيار الرئيسي والحقيقي الذي يُقاس به تقدم الأمم وتحضرها، ومن دونها لا أهمية لها، الحرية ليست كلمات يُترنم بها على المنابر، وإنما حرية مسؤولة تناسب واقعنا، بعيدة عن التجريح والمساس بكرامات الآخرين، حرية تبني ولا تهدم، تنتقد الأوضاع الخاطئة والمائلة بكل صدق وحيادية، لا حرية الطعن والتشهير، ونفي الطرف الآخر من الخارطة السياسية، كما نرى الآن، حيث بلغت الإقصائية حدا خلقت معها فسطاطين، كلاهما يرى أنه على طريق الحق، معارك تدور رحاها ليلا ونهارا والنتيجة مزيد من التشنج، والحدة والتعصب الأعمى!
الحرية هنا، ناقصة ولم تكتمل، ولم تصل إلى مستوى النضج، فالتشريعات التي وضعت محدودة، ومقتصرة على حقبة معينة، ولم تعد تواكب زماننا هذا، ولهذا نرى أن مجالس الأمة المتعاقبة، تتحمل المسؤولية كاملة في تهاونها وتخاذلها بعدم سنها التشريعات المناسبة والكفيلة، والتي تضمن معها حرية الرأي والتعبير وتعريفها ومحو أميتها من عقول كثير من الشباب الذي لا يميز بين الحرية والانفلات!
فما يحدث اليوم، يا أخا العرب، لا يسر أحدا، انفلات لفظي، وتعد على كرامات الناس، حيث لم يعد يطيق المرء أن ينظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لاحتوائها على ما تعف عنه النفس، ويزيد في مغثتها، من تناحر وتشاجر كل جماعة تقاتل من أجل إيصال وجهة نظرها، بأسلوب هابط ورخيص، بعيد كل البعد عن الأدب، والحرية والمسؤولية!
نحن هنا لا ننادي بالتضييق، وإنما بتعريف الحريات، وممارستها وفق الضوابط الدستورية والعادات والتقاليد، وما عدا ذلك فلا يمت إلى مجتمعنا بأي صلة!

twitter:@alhajri700

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.