أعتقد أن ما هو مفترض أن يتقدم قائمة “أولويات مجلس الأمة” الحالي هو تحقيق مصلحة المواطن الكويتي. فإضافة إلى أداء دوره الرقابي على العمل الحكومي, فان مجلس الأمة مطالب أيضاً أن يستمر في تحقيق ما سيؤدي إلى رفع مستوى معيشة المواطن الكويتي . فلم يخرج آلاف الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة إلا لتحقيق هدف واحد وهو مشاركتهم الفعالة في بناء حاضرهم ومستقبلهم. أي أن كثيراً من الناخبين صوتوا في الانتخابات أملاً في وجود مجلس أمة أكثر دقة وأكثر جدية وحرصاً في عمله البرلماني, ويملك مشروعية أخلاقية ودستورية تمكنه من ملامسة حاجات المواطن العادي . فلا يزال كثير من المواطنين الكويتيين يواجهون مختلف المعضلات اليومية مثل تأخر الدورة المستندية لكثير من المعاملات الحكومية, وبطء تنفيذ المشاريع الاسكانية وعدم وجود قوانين صارمة تكافح التلاعب بأسعار السلع الاستهلاكية الأساسية وضعف تحقق استفادة فعلية وملموسة من الخدمات الصحية الوطنية والتي من المفترض أو تولي المواطن الكويتي اهتماماً مستحقاً, كذلك استفادة المواطنين من منهج تعليمي وطني فعال وديناميكي يخلق جيلاً كويتياً جديداً واعياً بمسؤوليات وواجبات وحقوق المواطنة الهادفة. وبالطبع لن يستطيع مجلس الأمة تحقيق حاجات ومتطلبات المواطن الكويتي إذا وقع بعض أعضاء مجلس الأمة – لا قدر الله- في شراك الخطابات البرلمانية التأزيمية السابقة.
إضافة إلى ما سبق, ليس من المفترض أن يقلق بعض أعضاء مجلس الأمة حول التأثير المتخيل لخطابات من ضيعوا فرصتهم الذهبية في المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. فقياساً على أبسط معيار ديمقراطي معاصر, سيختفي التأجيج المتعمد وستفشل المحاولات اليائسة لتخريب النسيج الاجتماعي عن طريق بث طروحات تفريقية ما دام يوجد مجلس أمة منتخب يركز أغلب جهوده وطاقاته لخدمة المواطنين. فالناس, أو على الأقل أغلبية كبيرة من المواطنين ترغب فعلاً في رؤية مجلس أمة جاد في عمله ويلامس الحاجات والمتطلبات الفعلية التي يواجهها المواطن في حياته اليومية: غلاء الأسعار- طول الانتظار عند محاولة استفادة المواطنين من الخدمات الصحية- التعامل الجاد مع اشكالية مواكبة المناهج التعليمية الحكومية لآخر التطورات والاكتشافات العلمية والتربوية العالمية- أزمة الاختناقات المرورية- التسيب الوظيفي- الحصول على سكن مناسب- غياب أولوية مستحقة أخلاقياً ودستورياً للمواطنين في الاستفادة من الخدمات العامة التي تقدمها حكومتهم الوطنية- مكافحة خطابات الكراهية- تكريس الحس الوطني- ضعف التوعية حول المواطنة الحقة- زيادة عدد الدوريات الأمنية في المناطق السكنية…
فلعل وعسى.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق