ذكرت في مقال سابق ان احتفال الجمعية الثقافية النسائية باليوبيل الذهبي قد ايقظ بداخلي سؤالا سبق ان تطرقت له في مقالات سابقة.. الا انني ارى لزوما اعادة التطرق له لما له من اهمية بالغة.
جمع الحفل عددا كبيرا من النساء الكويتيات اللاتي يزخرن بالخبرات والنشاط كل منهن في مجال عملها.. وساءني جدا عدم استفادة الدولة من هؤلاء النساء.. كتخصصات وخبرات لازمت بيتها بعد ان احيلت للتقاعد او أنهت عقود عملها او انتهى مرسوم تعيينها.
وكما نعرف فهناك كثير من الجهات التي تحتاج الى استشارات من خبرات عملت في مكان معين سنوات طويلة وحصلت على كم من المعلومات والمهارات يمكن وبكل سهولة الاستعاضة بها عن الاستشارات الخارجية التي يدفع لها رواتب كبيرة وبدلات اكبر.
انا هنا لا افترض ان كل النساء او حتى الرجال لابد من الاستفادة منهم بعد انتهاء ادوارهم في الحياة العملية… لكنني اركز فقط على الخبرات والتخصصات التي تتم الاستعانة بها من الخارج وهي موجودة بين الكويتيين ويمكنها ان تقدم خبراتها بكل امانة واخلاص… وتشهد على ذلك سيرتها الذاتية التي تلخص تاريخها العملي كله.
سبق وان تساءلت: أين نساء الكويت المؤهلات في مجالس ادارة الشركات والمؤسسات وكأعضاء منتدبين ومجالس الاستشارات؟.. فنسبة النساء تكاد تكون متدنية في ذلك كله.. رغم انه لا يوجد اي سبب يبرر ذلك ابدا مع توافر الخبرات المطلوبة عند نساء الكويت.
لابد ان تلتفت الدولة الى هذا الموضوع، وتختار من نساء الكويت اللاتي يشرفن الكويت في الداخل والخارج.. لتمثيلها في مجالس الادارات للشركات والمؤسسات.. وكخبرات تستعين لاستشارتها في مجال تخصصها… فهذه الطاقات النسائية لم تصل الى ما وصلت اليه الا بفضل اهتمام الدولة فيها والصرف عليها.. ومن ثم فمن الاولى الاستفادة منها عوضا عن دفع رواتب عالية وسيارات وبيوت ومصاريف تعليم الابناء وتذاكر السفر للخبرات نفسها ولكن من خارج الكويت.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق