كلمة حق تقال في نجاح الاعلام الكويتي وخاصة الرسمي بتغطية الاحتفالات الوطنية هذه السنة، لقد كانت فرحة غمرت الكبار والصغار وتضمنت الكثير من العبر.
شهر فبراير مر علينا هذا العام بلون وطعم مختلفين عما سبقه، فقد اثبت الاعلام الكويتي بشكل عام والرسمي بشكل خاص، تميزه بتقديمه الافضل. يقال الاحتفال للصغار قد يكون صحيحا اذا استطعنا مشاركتهم الاحتفال! مع العلم ان الفرح ليس زينة كهربائية واعلاما ترفرف مع المبالغة الشديدة، ربما تكون مطلوبة ولكن الافضل ترجمتها الى عمل حتى يعم الفرح الصغير والكبير، المواطن والمقيم، وهذا ما حدث هذه السنة.
لقد امتعنا تلفزيون الكويت بالنقل المباشر من كل موقع تم الاحتفال فيه، مثال المباركية الاكثر من رائعة بما شاهدناه من سعادة الجمهور ومن شكل الاسواق الذي تم المحافظة عليها وبدا بحلة جديدة.
احتفال ساحة العلم، ومنطقة حولي التعليمية مع احتفال الجاليات المقيمة والاحتفال البديع من استاد جابر وفكرة العلم الذي جمع تواقيع المواطنين مع صورة الموقع، حيث يتم ايداعه موسوعة غينيس العالمية.
شكراً لكل العاملين بوزارة الاعلام، وعلى رأسهم الوزير النشط الشيخ سلمان الحمود. هذا العمل الجبار لم يخل من السلبيات، ولكن لن اذكرها، فنحن ما زلنا نعيش اجواء فبراير السعيدة، عدا عن كل ذلك هو آراء المواطنين بذكرى يوم الثاني من اغسطس واغتصاب الوطن الذي كاد يمحى من الخريطة او هكذا خيل لهم بليلة غاب فيها القمر وانتشرت خفافيش الظلام لولا وقفة الشرفاء من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وبعض الدول العربية والدول العظمى التي ساندت الحق الشرعي واعادته لاصحابه «الله لا يعيدها من ايام تنذكر ما تنعاد».
مما قدمه تلفزيون الكويت يوم 27 فبراير برنامج «بوضوح» يقدمه الاخ الرائع خالد العبدالجليل بمناسبة يوم التحرير، كانت حلقة مهمة ومن اروع ما قدمه التلفزيون، شارك فيها من كان لهم الفضل والدور الرائع في تحريرنا من اسر احتلال قضى على الاخضر واليابس، شتت الشعب وحرق الابار. ان منظر السماء في تلك الايام لا يوصف، وان حرق 700 بئر تشتعل وما زالت بعد مرور 22 عاما عليها. هؤلاء الشباب الذين شاركوا بل كانوا في طليعة الجيوش الخليجية والعربية التي دخلت الكويت، وهم اللواء الركن سالم سرور، امر القوة البرية الدكتور فهد الشليمي والدكتور حمد القحطاني استاذ التاريخ الحديث في جامعة الكويت.
هؤلاء الرجال الذين لابد ان تكتب اسماؤهم باحرف من نور ونذكرهم بالفخر والاعتزاز، من المفروض ان تكون مثل هذه المقابلات قبل هذا الوقت لكي يعي شبابنا اليوم قيمة الوطن واهمية الوطنية عندما يحمل المواطن الشريف مسؤولية بلده وروحه في سبيل تحرير وطنه المغتصب، تكمن اهمية تلك الحلقة المميزة بنقاط اساسية اثارها الدكتور فهد الشليمي عندما اسهب واشاد بدور المقاومة الكويتية.
كما يذكر د. فهد ان يوم التحرير له طعم خاص وهو يوم عبور الساتر الترابي بداية منطقة الزور، حيث تم رفع العلم الكويتي بعدها سجد الجميع على الارض يقبلونها حمدا لله وشكرا، حيث ادى الجميع صلاة الشكر جماعة، فهذا الموقف لا يمحى من الذاكرة.
ولقد اشاد بمن كانوا معه وذكر اسماءهم متعمدا ان هؤلاء هم رجال الكويت هم شرائح مختلفة من المواطنين، جمعهم البلد في الرخاء والشدة وهذه هي المواطنة، كما اشار الى انه تم حجز مجموعة من الاسرى العراقيين تراجعت عنهم قواتهم وتمت معاملتهم بحسب ما تقتضيه وتقره القوانين الدولية واتفاقيات جنيف، وكرر انها تجربة فريدة استخلصنا منها عبرا وقد اتفق الجميع على نقاط اساسية أهمها:
1 – ضرورة التجنيد الالزامي واهمية التربية العسكرية لمثل تلك الظروف، لان الاحداث تصنع التاريخ وهذه الفقرة توجه لوزارة التربية والتعليم.
2 – كذلك اشاروا الى ان التجنيد يعلمهم الالتزام للشباب والشابات، حيث ان مثل هذا الامر يحملهم مسؤولية الوطن، هنا تكمن المواطنة الصحيحة والالتزام بكل امور حياتهم الاسرية والمجتمعية والعملية.
3 – تمنوا كذلك ان يسجل هذا التاريخ لكي يستفيد منه الشباب وكيف يقرأ التاريخ، حيث تقع المسؤولية على الشباب من خلال التعامل بالتواصل الاجتماعي وألف شكر للجميع.
دلال فيصل الزبن
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق