عبداللطيف الدعيج: التعليم حاضر ومستقبل.. وليس ماضياً وحسن خاتمة

الذين يعتقدون انني سأخفف أو سأتوقف عن الكتابة عن حكومتنا ومجاميعها المتخلفة المهيمنين زورا وبهتانا على «التربية» غلطانين. غلطانين لاني متحمس بالفعل لما اعتقد انه ضرورة لانتشال النشء الكويتي من الاوضاع المزرية التي يوضع فيها. وغلطانين أيضاً لانه ليس هناك شيء في البلد يستحق الاهتمام، أو يثير فيني أو حتى في غيري دوافع الكتابة عنه. كل شي ميت هذه الايام، حكومة ضايعة ومجلس «سلومتي» يعني لا يهش ولا ينش وليس في الحمض، او بالاحرى، بالكويت كلها احد. ورجاء من جماعة المقاطعة وانصارهم الا ينتفخوا زهوا، فلم يكونوا افضل، لا من الحكومة ولا من مجلسها، على الأقل اذا لم يضر أو ينفع هذا المجلس فهو يبقى افضل من مجلسهم، بل وعموم المجالس التي كانت لهم سطوة فيها، والتي لم ينتج عنها الا الضرر والحماقات التي ما زلنا ندفع ثمنها ماديا وحضاريا.

المفروض ان يكون لدينا تعليم وليس تربية، فالتربية مسؤولية البيت والاهل وليس من المفروض في الدولة أو مؤسساتها ان تتولاها. المضحك اصلا، ان الدولة من المفروض ان تتولى جزئيا «التربية الوطنية»، مع ان المفروض ان هذه من واجبات الأهل ومسؤولياتهم أيضا. لكن حكومتنا الرعديدة، أو حكوماتنا بشكل اصح، وضعت منذ زمن التربية الوطنية جانبا وتفرغت لتربية النشء دينيا، ونشر تبعا لهذا عقائد ومعتقدات التلف والسلف بينهم بقوة القانون وبوصاية التسلط الحكومي وجبروته. هذا التسلط الذي يرتعد امام بسملات وتعويذات مجاميع التخلف قبل تهديداتهم. ليس لدينا مع الاسف حتى «تربية وطنية» فالسلطة مشغولة بتحفيظ النشء القرآن، وتعليمهم اصول الفقه والدين، بينما الدستور والقوانين والحياة المدنية بكبرها تقبع في السراديب والادراج.

كنا «معارف» وكان لدينا كل شيء، عناية صحية وغذائية ورياضية وتعليم. اصبحنا علوما، فاضيفت المدرجات والمسارح والمختبرات العلمية.. لكن في السبعينات تحولنا تربية فخسرنا حتى المساجد.

المطلوب تحرير النشء من سطوة السلطة ومجاميعها المتخلفة. والعودة بالتعليم الى اصوله الاولى، معرفة وعلما ونهجا مرتبطاً بحاضر النشء ومعنيا بمستقبلهم، وليس كما هو الان موجها لاستذكار ماضي المسلمين ومعنيا بحسن خاتمة الاحياء منهم.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.