اي مشروع تنمية كبير في البلد تتردد حوله الادعاءات والاقاويل بما يوحي للناس ان حوله فضائح مالية واختلاسات، فلماذا لا تعتمد الحكومة ردوداً بالارقام الرسمية لدحضها؟
سألت مسؤولا بوزارة الاشغال عن صحة الادعاءات التي يروجها البعض، ومنهم ساسة، عن «عملية حرمنة فاضحة» لمشروع جسر الشيخ جابر الذي يربط الكويت العاصمة بمنطقة الصبية شمال الكويت الدولة، رد المسؤول كان بالارقام.. وتفسيره منطقي لحجم المبلغ الذي رصد لانجاز المشروع من حيث ارتفاع اسعار الحديد عالميا، فضلا عن شحّه في السوق العالمي، وان الجسر اعتمد كطريق مزدوج تتخلله استراحات، ومطاعم فضلا عن ارتفاع عالمي لمواد البناء والنقل والعمالة.
لست خبيرا، ولكنني حسن الظن برجالات وطنية مخلصة لبلادها من موظفين ومسؤولين، فليس من اخلاق الرجل الذي حدثني، وهو التقي الورع، ممن اعرف ولا ازكي على الله احدا، ان يجامل آخرته بعرض من الدنيا زائل، ربما لخبراء، وما اكثرهم من اهل الجدل والتشكيك بالكويت، رأي آخر الا ان المهم لدي هو رأي الفنيين المتخصصين، وهذا هو المهم عند من يريد تقوى الله. ربما هناك رأي آخر أكثر عمقا فنيا يدحض رأي مسؤول الاشغال ولكن لم اطلع عليه.
ذكرت مشروع جسر الشيخ جابر كمثال صارخ لاحداث حالة الارتباك لدى الرأي العام الكويتي، وتعميق الفجوة بين الحكومة وشعبها، عندما تربط ترسية مشاريع البنية التحتية باتهامات سرقة المال العام، وغض النظر عن «الحرمنة»، وهو وصف يطلقه الخصوم السياسيون دون التأكد من صحة الاتهام او عدمه، وقس على ذلك ازماتنا التي اعتقد انها مصطنعة لغاية في نفس يعقوب. ويعقوبنا هذا لا يتجرأ أحد على كشفه لرحمة هذا الشعب من هول الشائعات التي تصاحب دوما نفسيته، او قل مشاريعه السياسية وليس بالضرورة الاقتصادية.
لهذا اعتقد ان من الاهمية ان يكون لدى الحكومة ناطق رسمي لها من غير وزرائها يزود بفريق متخصص من المتابعين، ويعقد مؤتمراته الصحافية والاعلامية كل مرة اسبوعيا، للرد على الشائعات التي انهكت الساحة السياسية واشغلت الناس، وتدعيمها برأي الفنيين، فكما يقولون «لغة الارقام لا تكذب»، بل فرصة للحكومة لمتابعة الاحداث المحلية والرد على تساؤلات المواطنين، بدلا من تسيد كل صاحب هوى او مصلحة في الاثارة حتى وان كانت كاذبة، وان كان ما يطرحة السياسيون صحيحا تصدت له الحكومة بشجاعة وبينت موقفها، فلا تبوق ولا تخاف، فلا شيء يستحق الحماية والرعاية سوى الوطن وهذا الشعب وتلك القيادة التي اعطت ثقتها لكم فأثبتوا انكم جديرون بالثقة والله الموفق.
خضير العنزي
aldomatha@hotmail.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق