عبداللطيف الدعيج: خلك قدوة… صحيحة

رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك يطالب الشباب الكويتي في خطابه الاخير لهم بان يعملوا على مواجهة الامراض الاجتماعية، كالطائفية والقبلية وغيرها ايضا. سؤالنا هنا: هل يعي السيد رئيس مجلس الوزراء المعنى الدقيق والكلي للطائفية؟.

أبصم بالعشرة ان السيد الرئيس، حاله حال الكثيرين هنا، يعتقد ان الطائفية هي خلاف المذاهب ذات الدين الواحد.. وبس. اما اختلاف الاديان نفسها، وتحديداً الاساءة إلى دين الآخر، فليس نذرا طائفيا وليس خطرا، بل هو عند بعضهم مطلوب ومرغوب. مطلوب حسب ثقافة ووعي هؤلاء الذين يحرضون على الاديان الأخرى، ويشتمونها، ويحثون على ان يتعصب كل متدين وحتى غير متدين للدين الذي ينتمي اليه او ولد به. ومن الضروري ان ينتصر المؤمن بدين لهذا الدين ضد بقية الاديان، هؤلاء ينتصرون ويتعصبون ويفرضون تخلفهم او تدينهم على الاخرين بحجة انهم يلبون اوامر وفرائض سماوية، ليس من المفروض ان يحاسبهم على الاستجابة لها احد.

حكومة دولة الكويت، الحالية، والتي ورث منها السيد الرئيس الحالي المسؤوليات، هي طائفية وقبلية ايضا بامتياز، تماما مثل ما سبقها من حكومات. هي التي تفرض طائفيتها البغيضة وتعصبها الاعمى على خلق الله.

تلفزيون حكومة الكويت يؤذن خمس مرات في اليوم، ولم ينقل يوما واحدا طوال سنوات عمره التي جاوزت نصف قرن قداساً مسيحياً، او احتفالا بوذيا او شعائر هندوسية. بل حكومة الكويت قبل شهور ألغت، بتعنت وصلافة احتفالا دينيا للهندوس. وحكومة الكويت تصر على اصدار بطاقات وجنسيات لمواطنيها تسم كل واحد منهم بأصل دينه وفصله. كما تؤكد الانتماء القبلي ربما لاكثر من نصف سكانها وتوزعهم انتخابيا وسكنيا بناء على ذلك. وحكومة الشيخ جابر المبارك بالذات هي التي غضت النظر قبل اسابيع عن القسم الطائفي على الدستور الذي حرص بعض اعضاء مجلس الامة على ادائه عوضا عن القسم الدستوري الاصلي الذي حددته المادة 91 من الدستور. وجاء جزاء الحكومة مبكرا حين اعترض من سمحت له بالقسم الطائفي قبل ايام على احتفالها بالعيد الوطني للدولة.

ياشيخ ابدأ بحكومتك.. انزع العباءة الدينية.. احلق لحية الحكومة.. طول الدشداشة بدلا من اللحية.. بعدها سيكون الشباب على خطى وليس على «دين» حكومتهم.

عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.