فيما حذّر نائب المدير العام لشؤون المكافحة وتنمية الموارد البشرية، العميد خالد المكراد، من وقوع كوارث بسبب إهمال اشتراطات الأمن والسلامة، دعا إلى حل عاجل وناجع لأزمة «أمغرة»، وإلا فالمزيد من الحرائق الجسيمة، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 300 قسيمة مخالفة لإجراءات السلامة في منطقة سكراب أمغرة وليس لديها رخصة إطفاء، فضلا عن وجود أكثر من 250 قسيمة مخالفة للتعاقد المبرم وقواعد البناء.
وأبدى العميد المكراد في لقاء مع القبس مخاوفه من خطورة الموقف وتكرار الحرائق في منطقة سكراب أمغرة، خاصة في ظل انتشار مواد سريعة الاشتعال مخزنة ووجود إطارات قديمة وأخرى جديدة وبأعداد كبيرة، وتخزين كميات ضخمة من الفحم في بعض القسائم، مطالباً الجهات المختصة بسرعة التحرك لمنع وقوع كارثة في منطقة سكراب أمغرة.
أعلن المكراد عن خطة لتحديث أسطول آليات الإطفاء وبتكلفة تتجاوز 3.5 ملايين دينار، مشيرا الى أن الإدارة العامة للإطفاء قامت بتوقيع 3 عقود مع أكبر 3 شركات وطنية بالبلاد لاستيراد آليات إطفاء متنوعة الأحجام والاستخدامات.
وأضاف أن هذه الصفقة تضفي نقلة نوعية ودفعة إلى الأمام في تحديث أسطول آليات الإطفاء، لافتا الى أن الإدارة تستورد أفضل المعدات الموجودة بالعالم وتواكب كل ما هو جديد، مشيرا الى جاهزية 3 مراكز إطفاء للافتتاح خلال الأيام المقبلة.
وتطرق المكراد الى العديد من الأمور المهمة بشأن حريق أمغرة الأخير، بالإضافة الى مباني الجهات الحكومية المخالفة لاشتراطات السلامة، فضلا عن احتياجات رجال الإطفاء والعوائق التي تواجههم في أداء أعمالهم، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
● نحن مقبلون على فصل الصيف، حيث ارتفاع درجات الحرارة وكثرة الحوادث والحرائق.. ما خطة الإدارة في مواجهة الحوادث الصيفية؟
ـ بالطبع، فإن فصل الصيف تكثر فيه الحرائق، وهي الأصعب عن أي وقت آخر، وحجز الزاوية في التعامل مع الحوادث هو التدريب وتأهيل العنصر البشري، وهناك جانبان نعمل عليهما الأول التدريبي، حيث وضعت الإدارة العامة للإطفاء خطة «برنامج نقاط التدريب»، وهو يحتوي على 14 نقطة تدريب منتشرة على جميع مراكز الكويت من خلال مدربين متخصصين، من ضمنها نقاط تدريب المواد الخطرة وحوادث السيارات وفوهات الحريق والسلالم وقطع الكيربي والبحث والإنقاذ.. إلخ، أي جميع الحوادث اليومية التي نتعامل معها، ومدة هذا البرنامج 6 أشهر، حيث بدأ في 1 أكتوبر 2012 وينتهي 31 ابريل 2013 على أن يشمل جميع مراكز وأفراد الإطفاء في الكويت.
أما من جانب المعدات والأدوات والآليات والسلالم، فتمت صيانتها جميعها في الفترة الشتوية عن طريق التعاقد مع شركات خاصة.
«حرائق أمغرة»
● أكثر من مرة أعلنت ان حرائق سكراب أمغرة متعمدة وبفعل فاعل.. فأين الجناة ؟
ـ عندما ذكرت أن الحرائق بفعل فاعل كانت هناك مؤشرات واضحة لدي كرجل إطفاء، فالحرائق في المكان نفسه والتوقيت نفسه ولا يوجد بينهما اتصال مباشر أو مصدر حراري واثناء المكافحة تندلع حرائق أخرى.. كل هذه دلائل على أن تلك الحرائق لم تقع عن طريق المصادفة بل متعمدة بالفعل.
أما عن الجناة وضبطهم وتقديمهم للعدالة فهي ليست مسؤولية الإدارة العامة للإطفاء، بل هناك جهات حكومية أخرى معنية بذلك، ونحن كل مسؤوليتنا هي مكافحة الحريق والمساعدة في إزالة المخلفات وتعديل الوضع القائم.
● ما الإجراءات التي اتخذتها الإدارة العامة للإطفاء لمنع تكرار حرائق سكراب أمغرة؟
ـ دور الإدارة العامة للإطفاء لا يتوقف عند مكافحة الحريق بل يمتد الى ما بعد الانتهاء من إخماد الحريق، عقدنا اجتماعات دورية مع بلدية الكويت والهيئة العامة للصناعة ووزارة الأشغال ووزارة الكهرباء والماء ووزارة الداخلية، لبحث الإجراءات اللازمة التي يمكن اتخاذها في عدم تكرار حرائق سكراب أمغرة وترتيب المنطقة.
«نتائج الاجتماعات»
● ما النتائج التي نجمت عن تلك الاجتماعات، وهل تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع تلك الجهات؟
ـ بعد اجتماعاتنا المتكررة، صدر قرار بعمل سور لمنطقة سكراب أمغرة بالكامل، ويكون الدخول والخروج الى المنطقة من خلال بوابات مؤمنة بحراسة مشددة، فضلا عن السماح ببناء فواصل أسمنتية بين القسائم بارتفاع 4 أمتار، لعدم انتشار الحريق بين القسائم، كما طالبنا بإزالة الآليات والمركبات الضخمة الموجودة على الشوارع المؤدية للمنطقة والتي تعيق حركة رجال الأطفاء.
هيئة الصناعة طلبنا منهم التدقيق على العقود الموجودة بتلك المنطقة والتأكد من أن جميع الشركات تنفذ شروط التعاقد المبرم بينهما، وعلى حد علمي فان القائمين على هيئة الصناعة أغلقوا العديد من الشركات وتمت إحالة الكثير الى القضاء نتيجة عدم التزام الشركات بالتعاقد المبرم بينهما.
طالبنا وزارة الكهرباء والماء بتوفير مصاب في المضخات القريبة من امغرة لأن من أكبر التحديات التي واجهتنا في حرائق أمغرة وتدفعنا الى الاستعانة بجهات أخرى كالحرس الوطني ووزارة الدفاع انقطاع المياه، وقمنا بنقل صهاريج مياه لمكافحة الحرائق، وهذا يتسبب في عدم إمكانية رجال الإطفاء في اداء مهامهم ومكافحة الحرائق بالسرعة المطلوبة.
كما أننا نعمل حاليا لمد بايبات من المضخة للخزان الرئيسي الموجود بمنطقة أمغرة بمساحة حوالي 1.5 كيلو حتى نضمن عدم انقطاع المياه أثناء مكافحة الحرائق بتلك المنطقة.
● هل تم تنفيذ متطلبات الإدارة العامة للإطفاء في هذا الشأن؟
ـ هناك متطلبات تم الانتهاء منها واخرى تقوم الشركة في الوقت الحالي بتنفيذها منها بناء سياج حول المنطقة بالكامل، واتأمل أن يتم بناء السور والحواجز بين القسائم خلال 3 شهور، خصوصا بعد أن سمحت وزارة البلدية لأصحاب القسائم بأن يباشروا أعمال البناء.
«مخالفات بالجملة»
● سكراب أمغرة يحتوي على 751 قسيمة صناعية.. كم منها مخالفة لإجراءات السلامة؟
ـ هناك أكثر من 300 مخالفة لإجراءات السلامة في منطقة سكراب أمغرة، وليس لديها رخصة إطفاء، ووفق المعلومات الواردة من الشركة التي تدير الموقع أنها زودت بلدية الكويت وهيئة الصناعة باكثر من 250 قسيمة مخالفة للتعاقد المبرم وقواعد البناء، فضلا عن 300 قسيمة أخرى أحيلت للقضاء، كما تم إغلاق بعض القسائم المخالفة أيضا.
«التقرير النهائي»
● قلت في وقت سابق ان تقرير حريق أمغرة الأخير سيعلن آخر الأسبوع الماضي.. فإلى أين وصل؟
ـ مازال لن تصلنا نتائج العينات من الأدلة الجنائية، ونحن على اتصال مستمر بهم، وفي انتظار تقريرهم، وفي الغالب سبب الحريق وجود مواد بترولية سريعة الاشتعال بكميات كبيرة كانت داخل القسيمة التي اندلع فيها الحريق، وأؤكد أن كل التقارير ستعلن، وذلك بناء على تعليمات مباشرة من رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، بإعلان نتائج الحريق بكل شفافية، وليس لدينا أي مصلحة في إخفاء التقارير.
● نشرت إحدى الصحف في وقت سابق خبرا بأن الإدارة العامة للإطفاء تتعرض لضغوط من مسؤول حكومي، لتغييب تقرير حريق أمغرة الأخير.. ما تعليقك؟
ـ أنفي هذا الكلام جملة وتفصيلا، فقد اعلنت من قبل وأكررها حريق أمغرة الأخير هو الأسوأ، وكانت هناك مواد بترولية ومشتقات نفطية سريعة الاشتعال وبكميات كبيرة ما كان يفترض أن توضع في هذا المكان، وأؤكد بكل ثقة أن هذا الكلام عار تماما من الصحة، ولم يتعرض أي مسؤول في الإدارة العامة للإطفاء لأي نوع من الضغوطات، والدليل على ذلك أننا سوف نعلن تقرير حريق سكراب أمغرة الأخير بكل شفافية للجميع.
لا نملك مخالفة مباني الجهات الحكومية
عن عمليات المراقبة على المباني والجهات التجارية قال المكراد تقوم جميع مراكز الإطفاء بزيارات دورية للمناطق التي تقع تحت نطاق تغطيتها من خلال تللك الزيارات تتم مراقبة تلك الجهات ورصد مخالفاتها، مشيراً الى أن مباني الجهات الحكومية لا تتم مخالفتها إذا وجد خلل في اشتراطات الأمن والسلامة، ولكن يتم توجيه كتب رسمية للمسؤولون عن تلك الجهات يتم من خلالها إخطارهم بالخلل الموجود بالمبنى، لافتاً الى أن هناك خطة طوارئ سنوية يتم اعدادها وفقا لإحصائية الإدارة.
الأزمة المرورية
● هناك اتهام موجه لرجال الإطفاء بتأخرهم في الوصول الى مكان الحادث.. ما تعليقك؟
ـ هذا الكلام مردود عليه عملياً بأننا الآن نعمل وفق النظام الآلي «ماكسيموم»، حيث يتسلم رجال الإدارة العامة للإطفاء البلاغ آليا من غرفة عمليات وزارة الداخلية، ويتم تحرك رجال المركز من خلال صافرة آلية وتكون جاهزة في غضون دقيقة واحدة فقط من تسلم البلاغ، ولكن هناك عوائق قد تعطلنا بالفعل عن الوصول لكنها خارجة عن إرادتنا.
● ما العوائق التي تواجه رجال الإطفاء في سرعة الوصول لموقع الحادث؟
– أولى العوائق هي أزمة المرور وزحمة الطريق خصوصا إذا كان الحادث في وقت الذروة، والتأخر في إبلاغ الإطفاء، أو أن يكون العنوان ليس واضحا أو غير صحيح، كما أننا في بعض الحوادث نضطر الى انتظار طوارئ الكهرباء والماء لفصل التيار الكهربائي.
● أعلنتم من قبل أن هناك نية لتبديل دوام رجال الإطفاء لمن يعمل بنظام الشفتات من السابعة صباحا ليبدأ من السابعة مساءً.. هل تم تطبيق هذا النظام؟
ـ تم وضع استبيان على عدد من المراكز، ولكن للأسف اتضح من خلاله أن شريحة كبيرة من رجال الإطفاء غير راغبة في تغيير الدوام.
أمغرة.. أم الكوارث
ذكر العميد خالد المكراد أن أكبر خسارة تعرضت لها الإدارة هي وفاة أحد رجالها أثناء تأدية عمله في إحدى الحرائق، وهناك أثنان آخران تعرضا لحروق عميقة ويتم علاجهما بالخارج، بالإضافة الى الخسائر المادية والتي تتمثل في معدات تابعة للإدارة وأغلب تلك الخسائر كانت في حرائق أمغرة.

قم بكتابة اول تعليق