
كم أتمنى أن تصحو حكومتنا من سباتها العميق، وتنفض الغبار عن مسيرتها المتعثرة، فليس من المقبول ولا المعقول أن تستمر إدارة البلد بطريقة متخلفة وبمزاجية مطلقة، وكأن هذه الأرض ومن عليها ملك للمسؤول فلان وعلان، الكويت دولة عضو في الأمم المتحدة، وعضو مؤسس في مجلس التعاون الخليجي، كيف لدولة لها تاريخ، وماضٍ عريق، أن يكون حالها وحال أفقر دول العالم سواء، قليل من الحياء لعلكم ترجعون إلى جادة الصواب، وتلحقوا بالركب الخليجي الذي انطلق قطاره منذ أمد غير بعيد، وأنتم في جدالكم البيزنطي، كيف؟ ولماذا؟ و و و، وغيرها من أمور أدخلت قسرا إلى خانة التسويف والمماطلة!
تبا لمسؤول لا يبالي سوى بمصلحته، وتبا لمن جعل من زيادة أرصدته هدفا أسمى بدلا من خدمة بلده، التي تنزف وبشدة من هذا العبث الذي أطاح بسمعتها، وجعلها في المراكز المتأخرة بعدما كانت عروسا يتغنى الجميع بجمالها!
عندما تذكر دولة قطر، يذكر النجاح رديفا بل وملازما لها، وعندنا، يا حسرتاه نقولها بكل ألم، دولة أقامت دول وأنشأت الجامعات والمستشفيات الكبرى في أصقاع شتى من العالم، لا تملك شيئا من التطور والنهضة سوى رسمها!
أنظر رعاك الله، هناك خياران، إن تمسكت بهما حكومتنا المتخبطة، سوف ترى النجاح بعينه، أن تضع المسؤولين كافة أمام أمرين، إما أن يغادر منصبه وعلى عجل وإما السفر إلى العاصمة القطرية، الدوحة، لأخذ دورة في مؤسساتها الرسمية، ليتعلم منها، كيفية صناعة النجاح وأبجدياته، وأولها نبذ الأنانية والشللية، والعمل بحس ومسؤولية دون كلل أو ملل، فهناك التنمية لا تهدأ ولا تعرف التأجيل أو الإحالة إلى اللجان، كالتي عندنا وما أكثرها، فأينما يممت وجهك وجدت لجنة، ولم يتبق سوى (الدواعيس) ليضعوا فيها لجانا، والحسابة تحسب، ودينار ينطح دينار، بعيدا عن عيون جماعة العجز الاكتواري!
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق