
أعتقد أننا البلد الوحيد في العالم الذي يتمتع فيه السياسي بشهرة ونجومية توازي شهرة الفنان والمطرب ولاعب كرة القدم، بل إن السياسي لدينا أشهر بكثير من الشاعر والقاص والروائي والرسام التشكيلي، وهذه معادلة معكوسة، لا أعتقد أنها تحدث في أي بلد كما تحدث لدينا.
والسياسي هنا، ليس من يمتلك منصبا سياسيا فقط، بل في التعريف الكويتي هو كل شخص يتحدث عن السياسة ويطلق تصريحا أو تصريحين أو ثلاثة في الصحف، فبعض حملة لقب «ناشط سياسي» أصبح يتمتع بشهرة توازي شهرة لاعبي كرة القدم، رغم أنه لا يفعل شيئا سوى انه يصرح، أو يتناول الشأن السياسي سواء كان «عنده سالفة والا ما عنده سالفة».
السياسة هنا وفي جزء منها أصبحت للبعض باب شهرة، أو مجالا لكسب الشهرة فقط، وهذا ما قلب المعادلة هنا.
الكويت ليست كلها سياسة، ويجب أن تستقيم المعادلة وتعود الأمور إلى نصابها وان يعود كل شخص إلى مجال تخصصه، الطبيب يعود لعيادته والنائب يعود لكرسيه والمهندس يعود لتصميماته والأستاذ الجامعي يعود لتدريس طلبته والمحامي يعود لملفات قضاياه وحتى الموظف العادي في أي مركز… يداوم.
أما وان الكل ساسة وناشطون ومنتمون بشكل تحزبي بايخ فلن تكون لدينا تنمية لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد.
***
يقول المثل «إذا دخل الفقر من الباب.. هرب الحب من الشباك»، هنا يكون المثل كالتالي: «إذا دخلت السياسة من الباب.. هربت التنمية من الشبابيك».
***
إن أصغر قضية فساد في المشاريع الكبرى في البلد تستحق أن تكون قضية أمن دولة.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق