
“ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” (الأنفال 46 ).
أعتقد أننا ككويتيين نملك القدرة والإرادة الوطنية الحرة للتغلب على معضلاتنا وتحدياتنا المشتركة, بل أؤمن شخصياً أننا كمواطنين نستطيع تجاوز أي خلاف أو تعارض في الآراء الشخصية وبخاصة إذا تعلق الأمر بالحفاظ على الكويت ومصالحها العليا, ومن هذا المنبر الصحافي الحر في جريدة “السياسة” أدعو الأخوة والأخوات الأفاضل ناشطي التكتلات الفكرية والسياسية المختلفة للسعي نحو تصفية القلوب وتقريب رؤاهم الوطنية بغية الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتكريس مواطنة صالحة يستحقها وطن لم يبخل علينا بشيء, فعالمنا المعاصر, بل إقليمنا الشرق أوسطي يمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطرابات والفتن والقلاقل وما يبدو تناحراً عدمياً, وفي سياق هذه الاضطرابات المحيطة بنا من المفترض أن نتذكر ككويتيين أن أمننا الوطني مسؤولية مشتركة فيما بيننا, فتصفية القلوب التي أدعو إليها تنبع من رغبة وطنية خالصة لتكريس كل الطاقات الوطنية الجبارة في خدمة الكويت والحفاظ على مكتسباتها الديمقراطية. فلا نزال ننتمي ككويتيين لوطن ينعم بروح الأسرة الوطنية المتوحدة, شعب متآخ ومتعاضد ومتحد مع قيادته الحكيمة.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”(الأنفال 46 ), فالمنازعات الفكرية وبخاصة تلك التي تبدو تهدف لكسب مزيد من الأصوات الانتخابية من المفروض ألا تؤدي إلى ترسيخ النفور بين أبناء الوطن الواحد, فما إن يترسخ في أي مجتمع إنساني خطابات انتخابية وأيديولوجية محتدمة تلغي رأي المواطن الآخر وتحاول استحواذ الصواب لنفسها, فربما سيؤدي ذلك إلى تشتت الكلمة الوطنية ويضعف الوفاق الاجتماعي, لا قدر الله. فالمواطن الصالح من المفترض أن يسعى دائماً لتطوير مجتمعه ووطنه عبر تكريس مزيد من المحبة والتسامح والتعاون البناء مع مواطنيه الآخرين.
تصفية النفوس تعني حسن الظن بالشريك الآخر في المجتمع وفي المصير الوطني, فالمحور الأساس للوحدة الوطنية يرتكز على الثقة المتبادلة بين أبناء الوطن الواحد وإيمانهم جميعهم بحسن نوايا مواطنيهم الآخرين. ففي المحصلة الأخيرة, الجميع يسعون للوصول لآراء صائبة وحلول عملية تطور اقتصادنا المحلي وتطور بنيتنا التحتية وتطور خدماتنا العامة, فإذا كان اغلبية المتنافسين في الساحة المحلية السياسية يسعون بشكل أو بآخر لتكريس مجتمع كويتي عصري ومتطور يستطيع مواكبة التطورات العالمية, فتصفية النفوس وحسن الظن وتوقع الخير من الشريك الآخر في الوطن تستمر المرتكزات الأخلاقية لأي مواطنة كويتية صالحة وهادفة. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق