خالد الطراح: من الذاكرة

عودة مرحّب بها للكتابة من جديد، والدوافع عدة.. فالذاكرة مخزونها ثري، والساحة السياسية غنية بالقضايا.. وفي النفس توق للكلمة المتزنة العاقلة.

احتضنتني القبس وأسرة التحرير لأعوام طويلة في مساهمات متنوعة من كتابة المقال، وأحيانا تحليل اخباري لمجرى الاحداث، وعلاقاتي بــ القبس كانت – وما زالت طبعا – بمنزلة بيتِ الرأي الحر ذي الحضن الذي يتّسع لجميع الافكار والآراء، وقلبٍ حنونٍ لمعاناة الكتّاب وشكاوى القراء، الى جانب – طبعا – موقفها الجريء والشجاع في التصدي والدفاع عن كُتّابها، حتى وإن اختلفت الرؤى والمواقف، وهذا كله يعني أنك بين أيدٍ أمينة، لا يمكن ان تتنكر لكتّابها او تتناساهم، مهما كانت التحديات..

هذه مقدمة لا بد منها، تقتضيها ظروف تاريخية، وهي ليست مجاملة أو إطراء.

ابتعدت عن الكتابة – او بالأحرى توقّفت، فليس هناك اختلاف بين الامرين – الا ان السبب الحقيقي انني – وربما غيري كثر – أُصبت بحالة ملل واحباط، نتيجة ما كان يجري على الساحة السياسية، وان حالة التراجع باتت مسارا ومنهجا يسيطران على الوضع العام..

لكنني اليوم أعود الى الكتابة لأسباب عدة، لعل ابرزها: تشجيع وطلب من اخوة اعزاء، هم من أركان اسرة التحرير.. رغبتي في استئناف الكتابة ليست تحديدا لتناول الشأن السياسي، فالساحة الصحفية – لله الحمد – لم تعد محدودة، كما كانت في السابق، فقد امتلأت الساحة اليوم بأقلام، بعضها مثير للجدل، والبعض الآخر كتاباته مغلفة بنصائح وانتقاد لغايات ومصالح محددة، في حين تستقر في الساحة كتابات رصينة لم تخرج عن الكتابة الهادفة.. أعود الى الكتابة بهدف الاثراء شيئا ما، واسترجاع مواقف ومشاهدات خلال سنوات العمل في الهند وموسكو والقاهرة ولندن، والكويت، لكن هذا لا يعني بأي حال من الاحوال إغفال التطورات التي تشهدها الساحة المحلية، فهذه ظروف تفرض نفسها، ولا يمكن تجاهلها. شكراً لأسرة القبس سلفا على استضافتي الأسبوعية من جديد.

خالد أحمد الطراح
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.