أنا انظر إلى الأمور بواقعية وعملية.. فقانون منع الاختلاط في الجامعة صدر لارضاء بعض التيارات السياسية وان هذا القانون مكلف على ميزانية الدولة.
ذلك كان رد رئيس قسم الاعلام في جامعة الكويت د. ياسين الياسين ردا على سؤال لصحيفة القبس في لقاء نشر قبل ايام ما اذا كان مع او ضد قانون منع الاختلاط في الجامعة، موضحا ان الطلبة واعون إلى ان هذا الصرح للدراسة فقط لا للتحرشات التي تحدث في المجمعات التجارية والاماكن العامة.
واضاف د. الياسين انه في ظل الصعوبات الكثيرة التي يواجهها قسم الاعلام في الجامعة، ابرزها قلة عدد اعضاء هيئة التدريس التي لا تتواءم مع الكم الهائل من اعداد الطلبة مما يضطر كثير من الاساتذة إلى تدريس مقرراتهم الدراسية اكثر من مرتين في الفصل الدراسي الواحد بسبب قانون منع الاختلاط.. الامر الذي اضر البعض منهم.. موضحا ان هذا القانون يكلف الدولة بأكملها.
الدكتور الياسين تكلم بواقعية وموضوعية بعيدا عن موضوع مؤيد ومعارض للاختلاط.. وهو ما كتبه الكثيرون حول فشل قانون منع الاختلاط الذي فرض في فترة استسلام السلطة لقوى لم تنظر للجامعة سوى من زاوية واحدة ضيقة للاسف.. الا وهي علاقة الانثى بالذكر والغريزة الجنسية.. وليس علاقة طالب وطالبة.. في حرم جامعي.
هذا للاسف كان بداية تدهور مفهوم التعليم اليوم.. الامر الذي اوصلنا الى اعتراف بعض المختصين بوجود امية قراءة وكتابة عند الاطفال عندما كشفت اختبارات المسح لطلبة الصف السادس المتوسط عن نسب رسوب مهولة تقرع ناقوس الخطر ازاء الوضع المتردي للواقع التعليمي في الكويت.. وهو ما وصفه المسؤولون بالصدمة.
في السنوات الماضية ومنذ بدء الاهتمام بأمور ابعد ما تكون عن تطوير التعليم وتوفير الاموال التي تصرف على مضاعفة عدد الاساتذة ومباني التدريس وتشهد على ذلك جامعة الشدادية وتكلفتها المرعبة.. على امور اهم واجدى كالعمل على تطوير التعليم والقضاء على كل المشكلات التي يغوص فيها التعليم وهي كثيرة وكثيرة جدا.
لم نركز على مفهوم التعليم كعلم بل صببنا جل اهتمامنا على أمور جانبية لا تفيد بل تضر وأضرت بالفعل.. وانشغلنا بالجامعة التي يصل إليها الطالب ناضجا واعيا في فصل الجنسين وسرد التخوفات من اختلاطهم.. فايقظنا الغريزة الجنسية عنوة وأخمدنا ما عداها عنوة ايضا.. حتى بدا الطالب في الجامعة يشعر ان اختلاطه بالطالبة هو مرض يجب تجنبه لانه فيروس قاتل لطموحاته وتطلعاته العلمية.. وان هذا لا يكون بوجود الطالبة إلى جانبه في قاعة الدراسة او الحرم الجامعي.
يا معالي وزير التربية.. اقدم على قرار تاريخي وتحدث صراحة.. واعلنها بالصوت العالي انه ان آلاوان لتقييم موضوع منع الاختلاط بشكل واقعي وموضوعي.. وانه آن الاوان لاحترام ابنائنا الطلبة وتعزيز الثقة بهم وتوفير المصاريف لمضاعفة عدد الفصول والمباني وعدد الاساتذة وتخفيف الضغط عليهم ومساعدة من تعطل تخرجه بسبب هذا النظام العقيم.. ليبدأ التفكير فعليا بالغائه.. لان المجتمع الكويتي مجتمع فاضل بكل مكوناته وما يمكن ان يحصل في الجامعة يحصل يوميا في أماكن مفتوحة أكثر.. فالتحرش في مصر ازداد الحديث عنه بعد ان أصبح ظاهرة بعد تحول الحكم هناك إلى حكم اسلامي.
ما يمنع التحرش يا معالي الوزير وكل المهتمين هو تربية الانسان لا قانون منع الاختلاط.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق