أعتقد أن إثارة النعرات الطائفية في المجتمع ستؤدي إلى إشعال آتون الفتنة والذي بدوره سيورث الدمار والهلاك للفرد وللمجتمع والعياذ بالله. ولذلك يحرص العقلاء والحكماء على تفادي أسباب الفتنة, وبخاصة إثارة النعرات الطائفية في المجتمع وذلك لخطورتها على الأمن الوطني وتهديدها المباشر للنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية. فاينما حلت النعرات الطائفية في بلد حولته إلى بازار فوضى وطيش يتبادل فيه من فقدوا الحكمة والروية الشتائم والازدراء ضد بعضهم بعضا. فالفتنة والعياذ بالله تؤدي إلى إضعاف التراحم والتسامح بين أبناء الوطن الواحد. بل لم يعل صوت النعرات الطائفية في مجتمع ما لم يتبع تلك الظاهرة السلبية دمار وتفتت ملاحظ لوحدته الوطنية وترسخ لتنافر وكراهية متبادلة بين من كانوا في الأمس القريب أبناء وطن واحد. ولذلك, فالحكومات الذكية تعالج أسباب الفتنة الطائفية قبل فوات الأوان وبخاصة عندما تلوح في الأفق بعض أصوات نشاز وتخرصات مريضة تريد نشر الكراهية المقيتة بين الناس.
ان احدى الثوابت الوطنية تتمثل في احترام الخصوصيات الدينية والمذهبية لكل أعضاء المجتمع, ولذلك من يجازف في إثارة النعرات الطائفية في مجتمعه لا يريد الخير لذلك المجتمع, فالطائفي المتطرف لا يعترف بالولاءات الوطنية ولكن ما يحركه هو جهل شخصي راسخ حول الآخر, وربما رفضه تكرس روح الأخوة الاسلامية. فالطائفي المتطرف يضرب عرض الحائط بالمثل والمبادئ الأخلاقية السامية التي كرست وحدة وطنية جمعت كل شرائح وطوائف وطبقات المجتمع في إطار المصير الوطني الواحد, بل ما يحصل عادة بعد استفحال النعرات الطائفية في أي مجتمع إنساني ليس غلبة طرف على آخر, بل بروز حنقا غير عقلاني ونقمة شخصانية -لا قدر الله- بين من يتشاركون أصلاً في تجاربهم الإنسانية الوطنية و ينتمون لهوية وطنية شاملة.
أعتقد أن الإنسان السوي, وبخاصة الإنسان الأكاديمي صاحب الحس الوطني الرفيع عليه أن يتحلى دائماً بالروية والحكمة وبعد النظر والتسامح. فأغلبية أعضاء المجتمع يتطلعون الى نخبهم الثقافية والأكاديمية على أنهم أمناء على حاضر ومستقبل وطنهم. ومن هذا المنطلق, يصعب عقلنه ومنطقه ومحاولة تبريرالتطرف الطائفي, فالنعرات الطائفية تعكس كرهاً غبياً يبدأ وينتهي بكره وإزدراء المواطن الآخر, والذي نتشارك معه بالواجبات وبالمسؤوليات الوطنية. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق