“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”(الحجرات 13 ).
أعتقد أن المواطن الكويتي الحق هو من يعتز ويفتخر بانتمائه لوطن لا يفرق بين أبنائه. فوحدتنا الوطنية صهرت تجاربنا الإنسانية المختلفة في وعاء التوحد الوطني. فالكويتي يشعر بانتمائه لأسرة وطنية متوحدة ومتآخية تنبع أخلاقياتها وسلوكياتها السوية من ثوابت وطنية شاملة يشترك فيها ويعتنقها كل الكويتيين بلا إستثناء, ولأن وحدتنا الوطنية شاملة وجامعة للكلمة الكويتية ولأنها تعبر عن تراثنا المشترك ككويتيين, فهي مسؤولية أخلاقية وتاريخية تقع على عاتق كل مواطن مخلص لوطنه, بل ان أهم شروط ومتطلبات المواطنة الكويتية الحقة-وبخاصة في هذة الفترة الحرجة من تاريخ المنطقة- تتمثل في مكافحة العصبية القبلية والطائفية ودرء بعض المحاولات الشخصانية لتقديمها كبدائل للولاء الوطني والانتماء لهذه الأرض الطاهرة, الكويت. فما يعرفه العقلاء والحكماء واصحاب البصيرة عن العصبية القبلية والطائفية هو بثها لمهالك وحسرات مؤلمة تورث الفتنة والدمار وتضعف اللحمة الوطنية.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”(الحجرات 13 ). ومن هذا المنطلق الإسلامي الواضح, من المفترض أن يسعى الناس العقلاء والمؤمنون الى نشر التآخي والمحبة والاحترام المتبادل بين أبناء وطنهم. فمجتمعنا الكويتي بما عرف عنه من اعتدال وتسامح وتآخ بين المواطنين الكويتيين يمثل المجتمع الإسلامي المثالي. ولذلك, فمن يتقي الله عز وجل في وطنه ويرغب فعلاً في الحفاظ على وحدته الوطنية لا يفرق بين أبناء وطنه ولا يشكك في ولائهم الوطني. فما إن تطأ العصبيات القبلية والطائفية أرضاً إلا حولتها ساحة تنازع شخصانية يغيب فيها العقل والحكمة وتحل مكانها الجدالات العقيمة والتشكيك والتنافر غير العقلاني بين من هم أولاً وأخيراً أبناء وطن واحد.
الإنسان الوطني, قولاً وفعلاً, هو الذي يربط قوله بعمله, فيكافح كل ما يفرق أبناء وطنه: فالعصبية القبلية والطائفية السلبية ستكون عواقبها وخيمة على كل من يحاول نشرها أو بثها في المجتمع: فلم تورث العصبيات العرقية والطائفية سوى الفتنة والكراهية بين من كانوا في الأمس القريب أبناء وطن واحد. فمهالك وحسرات العصبيات بكل أنواعها وأشكالها وظواهرها تأتي على الأخضر واليابس, ويخسر فيها الجميع, والعياذ بالله.
* كاتب كويتي
khaledajenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق