للمرة الأولى أدخل العبدلي منذ عشرات السنين.. وذهلت من كمية المزارع ونسبة الرقعة الخضراء هناك وكمية المباني والفلل.. فلا تشعر أنك على أرض كويتية صحراوية.. بل وكأنك في غيط مصر أو مزارع الشام.. وهذا بحد ذاته يشرح الصدر.. ويثبت لي أن الزراعة ممكنة في أي مكان إذا توافرت لها كل العناصر الأساسية مثل الماء والأسمدة.. وهذا ما أنجح هذه الزراعة بفضل دعم الحكومة الواضح.
ووجدت الطريق المؤدي إلى منطقة مزارع العبدلي غاصاً بالسيارات القادمة والذاهبة في هذا الطريق الذي سمي باسم المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح.. بمعنى أن الحركة، خصوصاً في الشتاء والربيع، حيث المخيمات وطلعات البر، دائمة ومستمرة طوال أيام الأسبوع، خصوصاً في عطلة نهاية الأسبوع.
وأشد ما لفت نظري كمية أعمدة الإنارة المنتشرة في الطريق الرئيسي داخل العبدلي بشكل يزيد ويزيد جداً على المطلوب.. فبين عمود وعمود.. عمودا إنارة.. ومقابل ذلك، فالطريق يفتقر إلى استراحة نظيفة ومحترمة يتوقف عندها مرتادو المخيمات وأصحاب المزارع المتجهون إلى الشمال للراحة وشراء ما يحتاجونه.. خصوصاً أن الطريق طويل.. فأنت لكي تصل إلى هناك تحتاج إلى ساعة ونصف الساعة على الأقل بالسرعة القانونية.
وهذا النوع من الطرق أصبح طريقاً رئيسياً وسالكاً يحتاج إلى محطة بنزين واستراحة وتلفون، أيضاً، في حال الحاجة الى استخدامه عند طلب المساعدة في حالات الطوارئ، وفي حال عدم توافر الموبايل الشخصي لأي سبب كان.
هذه الاحتياجات ليست لرفاهية المواطن مستخدم هذا الطريق.. لا.. بل لتشجيع الحركة والسكن في المنطقة الحدودية الشمالية مثل ما هو حاصل الآن في العبدلي.. مما يساهم في تسكينها لتكون مأهولة بالسكان عوضاً عن أن تكون أرضاً صحراوية وفضاء مفتوحاً.. خصوصاً أن طريق الحرير الموعودين به يمر بهذا المكان وهذا الطريق.
إنجازات المزارع في العبدلي، وأيضاً، في الوفرة، إيجابية كبيرة تسجل في سبيل تحسين الطقس وتوفير المواد الغذئية من داخل الكويت كما هو حاصل حالياً.. حيث تغص شبرة الخضار بمنتجات كويتية تنافس كل ما يستورد وبأسعار رخيصة وبتناول يد الجميع تقريباً.. وأهم إنجاز بنظري هو تحويل الحدود الشمالية والجنوبية من مناطق خالية من السكان إلى مناطق مأهولة يرتادها الناس.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق