وليد الغانم: مبروك.. ترتيب جامعة الكويت 2499 عالمياً

كشف رئيس تجمع حملة شهادة الدكتوراه الكويتيين عن «تراجع مركز جامعة الكويت عربياً الى المركز 29 والمركز 2499 عالميا – جريدة الراي 2013/3/31، وهذا التصنيف صدر وفقا لموقع «Webometrics» الأسباني العالمي المخصص لتصنيف الجامعات العالمية.

حسب ما قرأت فإن تصنيف جامعة الكويت قبل سنتين كان 2781، ويبدو أنه تقدم أكثر من 280 موقعاً في الترتيب، لكن هذا شيء لا يشرّف ولا يفرح، فجامعة مثل الكويت يفترض بها أن تتخذ موقعا متقدما على الأقل بين الدول العربية والآسيوية والأفريقية، لا أن تكون في الألف الثالثة، وهي الجامعة التي مضى عليها أكثر من 45 عاما.

جزء من أسباب تدهور مستوى الجامعة مردّه خضوعها للتدخلات السياسية في مواقف كثيرة، فتعيينات كثير من قيادييها هي لعبة تتم المساومة عليها بين الحكومة والجماعات السياسية المختلفة، فتعقد الصفقات لتوزيع المناصب حسب الانتماءات السياسية والقبلية والطائفية، ولايزال الى يومنا هذا يتدخل أناس من خارج أسوارها في توزيع المناصب القيادية فيها.

الأمر الثاني عجز إدارة الجامعة عن فرض استراتيجيتها في القبول بما يتوافق مع قدرتها كما حصل قبل سنتين مثلا وفي عهد وزير التربية الأسبق المليفي عند إعلانه قبول جميع المتقدمين للجامعة، وكأن الموضوع اشتراك في نادٍ صيفي وليس مؤسسة أكاديمية.

الأمر الثالث خلافات أعضاء هيئة التدريس فيما بينهم وانشغالهم بأمور أخرى لا علاقة لها بالتدريس، فهذا لاهٍ بالتدريب في الدورات، وذاك منغمس بالمحاماة، وآخر يبحث عن الانتدابات الحكومية واللجان، وآخرون في العمل السياسي والانتخابات، وفي ظل هذه الظروف تطفح الشللية في كليات الجامعة، فهذا القسم محسوب على هذه الفئة، وذاك القسم محسوب على فئة أخرى، وهكذا يديرون صراعات ومصالح، لا أعمال تدريس ومهنة تعليم.

الأمر الرابع سكوت الجامعة عن قصور أداء بعض المدرسين فيها وضعفهم، وكم سمعنا عن دكاترة تحوم حولهم شبهات سرقة بحوث علمية لم تتم محاسبتهم، وكم مدرس فيها لم يقدم بحوثاً علمية في مجاله، ومع هذا يظل وضعه كما هو إن لم تتم مكافأته بمناصب، وفي الوقت نفسه تتم محاربة المخلصين من أهل العلم والتخصص فقط، لأنهم لم ينغمسوا في وحل الولاءات والمحسوبيات.

يا ترى ماذا ستقول الإدارة الجامعية عن هذا التصنيف، وما هي خططهم لتصحيح مسار الجامعة؟ نتمنى أن يجيبنا أحد.. والله الموفق

وليد عبد الله الغانم

waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.